أثار تقرير بثته القناة الثانية الإسرائيلية أشارت فيه إلى أن «المصريين القدماء كانوا على علاقة بكائنات فضائية خلال عملية بناء الأهرامات، ومزاعم أخرى عن بناة الأهرامات والنقوش الفرعونية»، حفيظة الأثريين المصريين، أمس. وقال الدكتور سيد حسن، مدير عام المتحف المصري الأسبق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الادعاءات الإسرائيلية ضرب من الخيال ونوع من التهويل ومجرد فرقعة إعلامية».
وبنيت أهرامات الجيزة الثلاثة ومجمعات الدفن الدقيقة المرتبطة بها أثناء فترة محمومة بالبناء، بدأت منذ ما يقارب 2550 إلى 2490 قبل الميلاد... والملوك الذين بنوا الأهرامات هم خوفو (صاحب أطول وأكبر هرم)، وخفرع (الهرم الموجود في الخلفية)، ومنكاورع (الهرم الموجود في المقدمة).
وأشارت القناة الإسرائيلية في تقريرها، إلى أن «كل واحد من الأهرام الثلاثة مبني من ملايين الحجارة التي يزن كل منها نحو 400 كيلوغرام، وهذا يعني أن الحجر الواحد يحتاج إلى نحو 10 أشخاص لحمله».
لكن الخبير الأثري سيد حسن، فنّد زيف ما أشار إليه التقرير الإسرائيلي بأن الحجر الواحد في الأهرامات يزن نحو 400 كيلوغرام، بقوله: «أقل حجر في الأهرامات يزن نحو 3 أطنان، أي 3000 كيلوغرام وليس 400، وهناك حجارة تزن ألف طن... والمصري القديم كان لديه ذكاء في عملية رفع هذه الحجارة فوق بعضها بعضاً ليبني الهرم عن طريق استخدام (زحافات) يضع عليها الحجارة، ويشدها لأعلى أو لأسفل عبر وضعها في طريق منحدرة».
ويعتبر هرم خوفو أضخم أهرامات الجيزة؛ إذ يصل ارتفاعه إلى نحو 481 قدماً (147 متراً) فوق الهضبة، ويقدر عدد الكتل الحجرية التي استخدمت في بنائه بـ2.3 مليون كتلة حجرية.
وواصلت القناة الإسرائيلية ادعاءاتها في تقريرها بقولها: «لوحظ وجود بعض الرسومات في الخراطيش الفرعونية تظهر وكأن أشخاصاً يحملون في أيديهم مصابيح كهربائية»... وتساءلت القناة: «هل كان لديهم في تلك الفترة تكنولوجيا متقدمة؟، وإن كانت فمن أين؟. فضلاً عن احتواء الكتابات والرسومات الفرعونية على رسومات تشبه الطائرات المروحية وأدوات عسكرية لم تصبح متاحة؛ إلا حديثاً مثل الدبابات والغواصات والطائرات المروحية، بالإضافة إلى اكتشاف عملة قديمة عليها رسومات تشبه الكائنات الفضائية برؤوس صغيرة ورقاب طويلة».
ولم تتوقف القناة الإسرائيلية عن أدلتها المزعومة؛ بل أوردت أن أخناتون نفسه ليس كائناً بشرياً، وإنما ينتمي إلى الفضاء، وقالت إن «الكتابات القديمة تصف أخناتون بأنه يزوره الكثير من المخلوقات السماوية»... وتساءلت «هل الثورة الاجتماعية التي أحدثها أخناتون قام بها بمفرده أم أنه تلقى إرشاداً من مخلوقات فضائية؟».
لكن حسن أوضح: «كان للفراعنة تصور هندسي وعلمي في بناء الأهرامات، وليس هناك سحر أو كائنات فضائية». في السياق ذاته، أشار التقرير الإسرائيلي إلى أن هناك بردية تعود إلى عصر الفرعون تحتمس الثالث، سجل الشخص الذي كتبها دائرة من النار أو «صحناً طائرًا» جاء من السماء لفترة قصيرة ثم اختفى؛ لكن التقرير أكد أن الكثيرين يشككون في صحة البردية، باعتبارها دليلاً على العلاقة الوهمية بين الفراعنة والكائنات الفضائية.
كما أشارت القناة الإسرائيلية إلى أن الصحن الفضائي الذي تحطم في روزويل بولاية نيومكسيكو، كانت عليه كتابات فرعونية، وإضافة إلى وجود مجموعة من اللفائف والمحفوظات كانت موجودة في منزل أكبر علماء المصريات ويليام بيتري، حيث يعتقد أن بيتري كان يمتلك أدلة تشير إلى العلاقة بين القدماء المصريين والكائنات الفضائية، وعلى رأسها جثة محنطة لكائن فضائي. ويقول خبراء أثريون في مصر، إن «الأعمال الهندسية الكبيرة في الجيزة مدهشة لدرجة أن العلماء اليوم ليسوا واثقين من كيفية بنائها؟، لكنهم مع ذلك قد عرفوا الكثير عن الناس الذين بنوها».
وأكد الأثريون، أن «العمال الذين بنوا الأهرامات عمال مصريون مهرة جيّدو التغذية، وكانوا يعيشون في مدينة مؤقتة قريبة من مكان البناء، وقد كشفت الحفريات الأثرية في ذلك الموقع المذهل عن وجود مجتمع عالي التنظيم غني بالموارد، وهو الأمر الذي لا بد أن يكون قد حظي بدعم سلطة مركزية قوية».
من جانبه، قال مدير عام المتحف المصري الأسبق بميدان التحرير بوسط القاهرة، إن «الادعاء بأن المصريين القدماء كانوا على علاقة بكائنات فضائية درب من الخيال»، مضيفاً: «الأهرامات مبنية بأسلوب علمي منضبط من أول الهرم المدرج، وهذا الأسلوب العلمي يدل على أنه كانت هناك حسابات هندسية لدى الفراعنة، وبخاصة أن الفراعنة برعوا في الرسم الهندسي، وليس لهم أي علاقة بالسحر في بناء الأهرامات».