بعد سن الخمسين تهبط هرمونات الذكورة عند الرجل وتبدأ غدة البروستاتة بالتضخم لتتوالى المشاكل المتعلقة بها: صعوبة في التبول، تقطيع في البول، كثرة الذهاب إلى المرحاض، الاستيقاظ المتكرر ليلاً لإفراغ المثانة، وربما عوارض أخرى، مثل شعور بعدم إفراغ المثانة، وظهور الدم في البول.

في سن الشباب يراوح وزن البروستاتة بين 15 إلى 20 غراماً. رجل واحد من كل اثنين بعد سن الخمسين يعاني تضخماً حميداً في غدة البروستاتة، لكن مع التقدم في السن يمكن أن يتضاعف حجمها مرات عدة ليبلغ حجم برتقالة كبيرة.

85 في المئة من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 80 عاماً لديهم مشاكل بسبب تضخم البروستاتة، الأمر الذي يرغمهم على الذهاب إلى الحمام مرات عدة في النهار، وعلى الاستيقاظ أكثر من مرة واحدة في الليل لقضاء الحاجة، وعدم القدرة على إفراغ المثانة كلياً، إضافة الى صعوبات على صعيد العلاقات الحميمية وغيرها. وقد يصل الأمر إلى حد عدم إمكان إفراغ البول. وإذا كان تضخم البروستاتة كبيراً جداً، فإنه لا يمكن إفراغ المثانة من البول، وتعتبر هذه حالة طبية طارئة يجب علاجها في المستشفى.

قد يقترح الطبيب علاجات دوائية لتضخم البروستاتة الحميدة، لكن المفاجأة أن مثل هذه الأدوية تتسبب في انهيار الرغبة الجنسية خلال أسابيع قليلة إن لم يكن خلال أيام، وتؤدي لدى بعضهم إلى تضخم في الثدي وإلى تساقط الشعر، أما عن تأثيرها على ضخامة الغدة بحد ذاتها فإنها بسيطة، أو بالكاد تكون ملموسة، وهي في نهاية الأمر ليست فعالة لدى حوالى 70 إلى 80 في المئة من المرضى، حتى لو أعطي هؤلاء أكثر من دواء.

وفي حال فشل الأدوية في السيطرة على المشاكل الناجمة عن تضخم الغدة قد يقترح الطبيب حلولاً أخرى جراحية أو أخرى بديلة، مثل القسطرة والأشعة التداخلية وغيرها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا عن الحلول الطبيعية لتضخم الغدة؟

يجب أن يعلم معشر الرجال أنه لا يوجد فقط حل دوائي أو جراحي لضخامة غدة البروستاتة الحميدة، بل هنا خيار ثالث، ومع ذلك فإن الأوساط الطبية تتجاهله ولا تتحدث عنه مع المرضى، مع أنه قد يعطي نتائج مقبولة ومن دون أي آثار جانبية، إضافة إلى أنه لا يفسد حياة الرجل.

إذا كنت تريد أن تتغير حياتك إثر تضخم البروستاتة في غضون أشهر قليلة، وإذا رغبت في النوم ملء عينيك من دون حاجة للاستيقاظ ليلاً للذهاب إلى الحمام، وإذا كنت تريد إفراغ مثانتك تماماً، فيمكنك أن تجرب الحلول الطبيعية، فما الذي تخسره؟ قد يصدف أنك فاتحت طبيبك بها، وقد يقول لك مثلاً: يمكنك أن تحاول، لكن النتيجة ليست مضمونة. إنه جواب غير مشجع إطلاقاً. فاللوبي الدوائي فعل فعله في عقول الأطباء وكأن أدويته هي الوحيدة الفعالة من أجل بيع أكبر عدد منها، مع أنها هي الأخرى ليست مضمونة النتيجة، كما ذكرنا أعلاه، ناهيكم بآثارها الجانبية التي لا ترحم. إن العلاجات الطبيعية لضخامة البروستاتة الحميدة متوافرة. قد لا يكفي علاج طبيعي واحد، فما الضير في الجمع بين أكثر من علاج طبيعي للحصول على تأثيرات مضاعفة وملموسة، وبالتالي في الوصول إلى وظيفة تبوّل سهلة ومريحة. وهنا أهم هذه العلاجات:

- نبات البلميط المنشاري ( نخيل فلوريدا)، ويعمل هذا النبات على تخفيف المشاكل الناجمة عن ضخامة الغدة من خلال بضع آليات، فهو يثبط «أنزيم 5- ألفا ريدكتاز» فيحد من عمل هرمون الذكورة ما يمنع الغدة من الاستمرار في التضخم، كما يساهم النبات في منع الالتهابات والتشنجات داخل غدة البروستاتة. وأفادت إحدى الدراسات أن البلميط يحسّن تدفق البول بنسبة 70 في المئة، ويقلل من البول المتبقي في المثانة بنسبة 65 في المئة.

- نبات القريص، وهو يعتبر من أهم النباتات المفيدة في علاج مشاكل البروستاتة، خصوصاً تلك الناجمة عن الضخامة الحميدة، فهو يقلل من حجم الغدة، ويخفف من الالتهابات فيها. وأفادت دراسة ألمانية شملت أكثر من 700 شخص يعانون تضخم البروستاتة بأن الذين تناولوا مستخلص نبات القريص تحسنت لديهم العوارض البولية الناتجة عن التضخم، وأدى ذلك إلى تراجع حجم الغدة مقارنة بالذين تناولوا دواء وهمياً. وترجع فوائد نبات القريص إلى احتوائه على مركبات نباتية تعرقل تحويل هرمون الذكورة التيستوستيرون إلى الشكل الهرموني النشط المتورط مباشرة في تضخم الغدة.

- مستخلص البيجيوم الأفريقي، ويحتوي على مركبات كيماوية يمكن أن تساعد على تراجع حجم البروستاتة المتضخمة التي تضغط على مجرى البول. وقد عُرف هذا المستخلص منذ القرن السادس عشر واستعمله الرحالة الأوروبيون لهذا الغرض.

- مستخلص «بيتا- سيتوستيرول»، الذي يملك مفعولاً في تقليص حجم أنسجة البروستاتة وبالتالي تسهيل تدفق البول.

- مستخلص عشبة الماكا الحمراء، وهي نبتة أصلها من البيرو، وبينت دراسات أنها تضم مواد فاعلة لتقليص حجم البروستاتة وحمايتها.

- زيت بذور اليقطين، ويتمتع هذا الزيت بخصائص مدرة للبول، وهو غني بالأحماض الدهنية أوميغا-3 التي تساعد البروستاتة على القيام بوظائفها، ويوجد فيه نسبة عالية من معدن الزنك الذي هو الآخر يساعد على انكماش البروستاتة، ومن المعروف أن نقص هذا المعدن يشاهد بكثرة لدى المصابين بتضخم الغدة.