ما كان يعتقد أنه العنكبوت الأكبر سنا في العالم قد مات بعدما عاش أكثر من أربعين عاما. ربما يعتقد البعض أن الأمر عادي، لكن حين نطلع على سيرة حياة هذا العنكبوت وسبب وفاته سنعرف سر الاهتمام به.
إن بلوغ العنكبوت رقم 16 سن الـ 43 يعتبر بحد ذاته أمرا ملفتا، وهو ربما ما كنت تجهله قبل الاطلاع على نبأ الوفاة. لكن المثير أكثر من سن العنكبوت الكهل، هو سبب وفاته. إذ أنه لم يمت نتيجة مرض أو ضعف قواه لبلوغه هذا السن، وإنما مات نتيجة لدغة نحلة، حسب ما أعلنه فريق الباحثين في جامعة كورتين بمدينة بيرث الأسترالية.
هذا العنكبوت حطم الرقم القياسي لعمر العناكب، إذ صاحب الرقم القياسي كان عنكبوتا مكسيكيا بلغ الثامنة والعشرين، وبالتالي يكون قد عاش 15 عاما أكثر من نظيره المكسيكي.
وعادة ما يعيش هذا النوع من العناكب ما بين 5 و20 عاما في حال موته طبيعيا. وقالت عالمة البيولوجيا في جامعة كورتين، ليندا ماسون التي أعلنت نبأ وفاة العنكبوت رقم 16، إن عيشه كل هذه السنين ووصوله لهذا العمر قد أتاح للباحثين الاطلاع ودراسة حياة وعادات هذا النوع من العناكب جيدا بشكل واسع.
صحيح أن الحيوانات عندما تحتجز ويتم رعايتها من قبل الباحثين تعيش مدة أطول فيما إذا كانت تعيش حرة في الطبيعة، إلا أن هذا العنكبوت لم يتم حبسه وإبعاده عن بيئته الطبيعة أبدا مذذ أن بدأ العلماء مراقبته ومتابعة حياته ولم يتحول أبدا إلى عنكبوت مخابر. أما ما أتاح للعلماء مراقبة هذا العنكبوت ومتابعة سيرة حياته هو جنسه المؤنث، حيث أن أنثى العنكبوت غالبا ما تقضي حياتها في نفس المكان.
ويعتقد العلماء أن سر الحياة الطويلة لهذا النوع من العناكب يعود إلى خصائصة البيولوجية وبطء عملية الأيض لديها.