يسعى الفريق الحالي لنادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم يوم غد السبت إلى كتابة اسمه في سجلات التاريخ التي تضم عمالقة الأندية في العالم التي أحكمت قبضتها على البطولات القارية الأبرز للأندية.
وبالكاد يوجد خمسة أندية فقط على مستوى العالم تمكنت من الفوز لثلاث مرات متتالية بكأس أوروبا أو كأس ليبيرتادوريس، وهما اللقبان الأهم عالميا على مستوى الأندية.
والأندية الخمسة هي: ريال مدريد بقيادة النجم الفريدو ديستيفانو واياكس أمستردام بقيادة يوهان كرويف وبايرن ميونخ بقيادة فرانز بيكينباور واستوديانتيس واندبيندينتي في أمريكا الجنوبية.
ويخوض ريال مدريد في العاصمة الأوكرانية كييف يوم السبت المقبل، تحت القيادة الفنية للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول الإنجليزي حيث يسعى إلى الفوز بلقبه القاري الثالث على التوالي والرابع خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وإذا ما نجح ريال مدريد في الفوز بهذا التحدي الكبير فإنه سينصب نفسه ملكا على عرش سجل الأندية الأكبر عالميا عبر التاريخ.
وتوج ريال مدريد بلقب كأس أوروبا للأندية خمس مرات متتالية في الفترة ما بين عامي 1956 و1960 مع ديستيفانو، نجمه الأبرز في ذلك التوقيت، حيث بدأ النادي الملكي آنذاك في تعزيز اسطورته مع هذا اللاعب الكبير صاحب الأصول اللاتينية بالإضافة إلى لاعبين تاريخين آخرين مثل بلاكو خينتو وفيرينتس بوشكاش.
واضطر العالم الانتظار لمدة عقد كامل لرؤية فريق أخر يتوج بهذا اللقب لثلاث مرات متتالية وكان هذا الفريق هو أياكس أمستردام الهولندي الذي فاز بالكأس الأوروبية في الفترة ما بين عامي 1971 و1973.
وكان كرويف هو أبرز لاعبي أياكس في ذلك العصر وكان يعاونه لاعبون من العيار الثقيل أيضا مثل جوهان نيسكينس وجوني ريب ورود كرول وبيت كيز.
وتحت قيادة مدربه الروماني ستيفن كوفاكس، حصد الفريق الهولندي ألقابه الثلاثة وهو يقدم كرة قدم حديثة تعتمد على الدفاع المتقدم وشغل المساحات الفارغة بشكل متناسق والاعتماد الكبير على الأجنحة في شن الهجمات وهو ما وصف حينها بـ "الكرة الشاملة".
واستلم بايرن ميونخ الراية من أياكس وفاز بكأس أوروبا للأندية ثلاث مرات متتالية في 1974 و1975 و1976.
وكان فرانز بيكينباور هو نجم ذلك الفريق الذي تمتع بوجود تركيبة فنية وبدنية وفكرية أسهمت في نجاحه ومهدت له الطريق نحو تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
وكان أبرز نجوم الفريق في ذلك الوقت بول بريتنر وأولي هونيس وجيرد مولر، وقد ساهمت هذه المجموعة من اللاعبين في إثراء سمعة بايرن ميونخ على المستوى العالمي.
وفي نهاية العقد التالي، كاد إيه سي ميلان بقيادة أريجو ساكي وكرته المتطورة أن يعيد الإنجاز ذاته؛ ولكن انتصاراته توقفت عند حصد لقبين فقط عامي 1989 و1990.
وحلت بطولة دوري أبطال أوروبا بديلا لبطولة الكأس الأوروبية القديمة في موسم 1992/1993، وفاز بلقبها الأول أولمبيك مارسيليا الفرنسي ولم يحدث منذ ذلك الحين أن فاز أي فريق باللقب مرتين متتاليتين حتى حقق ريال مدريد هذا الإنجاز في العام الماضي.
وفي أمريكا الجنوبية يمكننا أن نجد أيضا ناديين عملاقين في هذا الشأن، أولهما استوديانتيس الأرجنتيني الذي فاز بلقب كأس ليبيرتادوريس ثلاث مرات متتالية في الفترة ما بين عامي 1968 و1970.
ونجح المدرب أوسفالدو زوبيلديا عندما تولى المهمة الفنية لاستوديانتس عام 1965 في تحويل مسار تاريخ الفريق ووضعه بين مصاف الفرق الأفضل في القارة الأمريكية الجنوبية والعالم.
وضم استوديانتيس آنذاك لاعبين كبار مثل كارلوس بيلاردو، الذي قاد الأرجنتين بعد عقدين تحديدًا من ذلك التاريخ إلى التتويج بلقب كأس العالم 1986 بالمكسيك.
وهناك نادي أرجنتيني آخر ذاع صيته في أمريكا الجنوبية أيضا، هو اندبيندينتي الفائز بلقب كأس ليبيرتادوريس في أربع سنوات متتالية 1972 و1973 و1974 و1975.
وكان أبرز نجومه في ذلك الوقت اللاعب ريكاردو بوتشيني الذي كان يرتدي القميص رقم 10.
والآن يواجه ريال مدريد هذا التحدي الخاص، حيث أن نجاحه في تحقيق هذا الإنجاز سيضعه على صدارة أكبر أندية كرة القدم في التاريخ المعاصر.