يمثل حصر عدد سكان مدينة من المدن في التاريخ القديم أو قبل أكثر من 2000 عام، أمرا في غاية الصعوبة، ذلك أن المراجع والمصادر التاريخية غالبا ما تعطي تقديرات مختلفة.
واعتمادا على كتاب حول العمارة عبر التاريخ، فإن هناك على الأقل 3 مدن مصرية و4 مدن عراقية كانت بين الأكثر سكانا في التاريخ.
وبحسب كتاب "4 آلاف عام من النمو العمراني: إحصاء تاريخي" للمؤلف ترتيوس شاندلز، فإن أكثر المدن سكانا عبر التاريخ كانت مدينة ممفيس المصرية، على الرغم من أن مدينة أريحا الفلسطينية تعتبر الأقدم والتي ظلت مسكونة منذ تأسيسها قبل أكثر من 9 آلاف عام، لكنها كانت أقرب إلى بلدة منها إلى مدينة.ورقميا، كان عدد سكان ممفيس، المدينة التي مرت بثلاث فترات ازدهار، نحو 30 ألف نسمة، وذلك في حدود عام 3000 قبل الميلاد.
بحسب التاريخ بلغ عدد سكان مدينة أور في العراق، 65 ألف نسمة وذلك خلال الفترة بين 2030 و1991 قبل الميلاد، لكنها هجرت في العصر البرونزي بحدود عام 500 قبل الميلاد.
مدينة طيبة المصرية، المعروفة أكثر بـ"الأقصر" شهدت هي الأخرى 3 فترات ازدهار وهيمنة، الأولى بين عامي 1980 - 1800 قبل الميلاد و1400 و1300 قبل الميلاد، والثالثة بين 1184 و700 قبل الميلاد، وبلغ عدد سكانها إبان فترة ذروة الهيمنة حوالي 120 ألف نسمة.
عودة إلى بلاد ما بين النهرين، في الفترة بين عامي 668 و650 قبل الميلاد، بلغ عدد سكان مدينة نينوى العراقية 120 ألف نسمة، وكانت عاصمة الدولة الآشورية لكنها أفلت بين عامي 484 و425 قبل الميلاد.
وما أن أفلت نينوى حتى صعد نجم مدينة بابل العراقية، وذلك في الفترة بين عام 612 و400 قبل الميلاد، وبلغ عدد سكانها أيام مجدها حوالي 200 ألف نسمة، حتى إنها ظلت مزدهرة إبان سيطرة الإسكندر الأكبر، لكنها ذوت بعد وفاته عام 323 قبل الميلاد.
وبعد وفاة الإسكندر الأكبر بزغ نجم المدينة التي حملت اسمه في مصر، أي الإسكندرية، حيث بلغت ذروة مجدها بين عامي 300 و200 قبل الميلاد، ووصل عدد سكانها في تلك الفترة إلى 300 ألف نسمة.
وإلى شرق القارة الآسيوية، وفي الفترة بين عامي 200 و100 قبل الميلاد، وكذلك بين عامي 637 و750 ميلادية هيمنت مدينة شيان الصينية، التي أصبحت عاصمة 10 أسر حاكمة في الصين، وبلغ عدد سكانها في أوقات ازدهارها حوالي مليون نسمة، فيما يقدر عددهم حاليا بحوالي 13.5 مليون نسمة.
وفي أوروبا، شهدت روما الإيطالية ذروة مجدها بين عامي 25 قبل الميلاد و300 ميلاديه، وبلغ عدد سكانها في تلك الفترة أكثر من مليون نسمة.
أما إسطنبول التركية، فمرت عليها 3 فترات ازدهار، الأولى بين عامي 340 و500 والثانية بين عامي 1153 و1160 والثالثة 1650 و1700 (بعد الميلاد)، ووصل عدد سكانها في آخر فترة ازدها (1700 ميلاديه) إلى 800 ألف نسمة، بينما يقدر عددهم الآن بحوالي 15 مليون نسمة.
كانت الفترة بين عامي 775 و932 للميلاد فترة الذروة والازدهار للعاصمة العراقية بغداد، حيث وصل عدد سكانها آنذاك إلى 1.1 مليون نسمة، لكنها تعرضت للدمار على أيدي جيش المغول عام 1258.