وهب علي الغامدي نفسه للعمل الخيري ورعاية الأيتام في دول المسلمين، حيث يسافر منذ 17 عاماً لزيارة ورعاية الأيتام في عدة دول إفريقية، ويرعى حالياً أكثر من سبعة آلاف يتيم ونحو ألفي أسرة و٢١ داراً.

ويقوم الغامدي -وهو من مدينة جدة- بحسب "الحياة"، بمساعدة الأيتام لا سيما في الجانب التعليمي والتثقيفي، وليس مجرد توفير ما يأكلونه ويلبسونه، إذ يقول: "بالوعي يستطيع اليتيم أن يتجاوز افتقاره إلى من يعيله، ويعتمد على نفسه، وينفي عنها الشعور بالنقص والحاجة والفاقة".

بدأ مبكراً في زيارة الدول الأكثر احتياجاً، فانطلق أولاً إلى الفليبين، قبل أن ينتقل إلى أفريقيا، متأثراً بالداعية الكويتي المعروف عبدالرحمن السميط، فعمل في مصر ثم إثيوبيا فالسودان، وكينيا، وجزر القمر، وتشاد، والنيجر، ثم ركّز بشكل أكبر على كينيا وتشاد وأوغندا؛ لكونها من أكثر الدول حاجة للمساعدة.

وتقوم آليته في مساعدة الفقراء على وضع غرف مخصصة لتعليم الصغار، وعندما يبلغون السن القانونية للالتحاق بالمدرسة، يقوم بتوفير حاجاتهم بحسب قدرته واستطاعته.

ولتوفير المساعدات اللازمة لهذه الأعداد الضخمة، يطلب الغامدي قروضاً بنكية، إذ يقوم بجدولة المبلغ على ٤ سنوات، وينفق منه من دون إفراط ولا تفريط، وبانقضاء مدة السداد، يقترض مبلغاً مماثلاً، وعلى هذا المنوال، استدان إلى الآن خمسة قروض بالكيفية نفسها، وذلك بعدما خذلته المؤسسات الرسمية والخيرية التي حاول التواصل معها لتعينه على الوفاء باحتياجات هؤلاء الأيتام.

ومن ثمرات عمل الغامدي التطوعي؛ يتيم أوغندي اسمه "عبدالشكور" صار الآن شاباً ويتهيأ للالتحاق بكلية الطب، بعدما تلقى إخطاراً رسمياً بقبوله في الكلية، فارتدى معطفه الأبيض ثم التقط له صورة، وبعثها إلى صاحب الفضل عليه بعد الله، علي الغامدي، الذي رعاه منذ صغره وحتى اليوم.