عُقدت القمة الألمانية - الروسية المرتقبة مساء أمس خارج برلين، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الى تجنّب حدوث أزمة إنسانية في سورية، في وقت شدد ضيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة فعل كل ما يلزم من أجل عودة اللاجئين الى بلادهم التي تضررت كثيراً بسبب الحرب. على خط موازٍ، أعلنت تركيا نيّتها توسيع عملياتها على الحدود السورية، بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أنّ تدريبات مشتركة مع تركيا ستنطلق قريباً، ثم إعلان الخارجية الأميركية أنّ الخلاف مع أنقرة لا يشمل مدينة منبج، وأنّ القوات الأميركية لن تترك سورية قبل انتهاء الحرب وتنظيم انتخابات. جاء ذلك في وقت تعرضت قوات أميركية وفرنسية مشاركة في التحالف الدولي وتتمركز في ريف دير الزور شمال شرقي سورية، إضافة الى قوات سورية الديموقراطية (قسد)، لهجوم شنّه تنظيم «داعش» الذي مني بخسائر. (راجع ص3)
وقال بوتين في تصريحات قبيل محادثاته مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل خارج برلين، إن سورية في حاجة إلى المساعدة لإعادة البناء وضمان عودة اللاجئين الذين فروا من البلاد إلى بيوتهم بسلام، فيما قالت مركل وهي تقف إلى جوار بوتين خارج قلعة ميزبيرغ، إنها ستناقش معه خلال اجتماعهما قضايا أوكرانيا وسورية وإيران، فضلاً عن مشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2»، وقضايا حقوق الإنسان والعلاقات الثنائية.
ميدانياً، عاودت قوات النظام السوري خرقها الهدنة التركية – الروسية في مناطق في القطاعين الجنوبي والشمالي لريفي إدلب وحماة، مع رصدِ تحركات لقوات النظام والمسلحين الموالين له على محاور في جبال اللاذقية الشمالية.
ويتزامن هذا، مع كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزمه توسيع عملياته على الحدود السورية. وقال في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة أمس: «سنوسع العمليات التي بدأناها لتوفير أمن حدودنا، وسنقضي على التهديدات الموجهة لنا من سورية من جذورها»، متابعاً: «سنطبق ما فعلناه في جرابلس والباب وعفرين على طول حدودنا، بدءاً من سروج وحتى جزرة». وأضاف: «لن تبقى مناطق قنديل وسنجار ومخمور شمال العراق مصدر خطر على بلدنا».
وكشفت وسائل إعلام تركية أن دبابات وآليات عسكرية تتموضع حالياً في ولاية هاتاي، ستدخل سورية في الساعات المقبلة.
وبعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة على «تويتر»، أن قوات بلاده لن تترك سورية قبل انتهاء الحرب فيها وإلى حين إجراء الانتخابات، وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2254 والدستور السوري الجديد، قال نائب المستشار المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد، إن التوتر الأخير بين الولايات المتحدة وتركيا لا يؤثر أبداً على الاتفاق في خصوص منبج، موضحاً أن «خريطة طريق منبج تسير بلا منغصات وفي شكل مشجع».