اتجهت السلطات السوفيتية منتصف خمسينيات القرن الماضي إلى رفع معنويات الجيش عبر الترويج للأسلحة الحديثة في صفوفه مع الحرص في الوقت نفسه على منع تسريب النماذج الحديثة خارج البلاد.
وأوعزت السلطات حينها إلى وسائل الإعلام والمنابر الثقافية والفنية إلى المشاركة في هذه الحملة الصعبة.
وفي هذا الإطار مولت وزارة الدفاع السوفيتية فيلما كوميديا بعنوان "مكسيم بيريبيليتسا" عرض في دور السينما عام 1955.
لكن إدارة الإنتاج اصطدمت أثناء تنفيذ العمل برفض كبار الضباط عرض الأسلحة الحديثة، الأمر الذي وضع المخرج أناتولي غرانيك في موقف صعب.
وكانت المسألة التي طرحها المخرج على الوزارة معقدة للغاية: كيف سيتمكن فريق العمل من إظهار أن الجيش هو حقا قوي ومجهز بأسلحة حديثة وفتاكة، إذا كان من المستحيل أن يظهر أي شيء؟.
فما كان من الوزارة إلا أن قدمت القليل من التنازلات وسمحت بالكشف عما كانت تعتبره من المحرمات، ووافقت أن يرى المشاهدون بندقية كلاشنيكوف التي كانت مدرجة حينئذ على قائمة الأسلحة السرية الممنوعة من التصدير.
وأصبح الفيلم المذكور أول عمل سينمائي يكشف عن بندقية كلاشنيكوف، واتضح أن أبطال الفيلم الذين أدوا أدوارا رئيسية كمجندين في الجيش لم يكن لديهم تصور كيف يحمل الكلاشينكوف، وكيف يستعمله المجندون كما ينبغي.