"قسم ياسرور" هكذا يداعبه الجمهور في الحفلات السعودية ويلقبه بلاعب الأوتار، أصبح اسمه يتردد كثيراً ومقاطعه تجتاح مواقع التواصل كأحد أبرز العازفين في الحفلات السعودية خلال الفترة الأخيرة.

هو عازف الكمان المصري محمود سرور الذي أبهر كبار الفنانين والموسيقيين والجمهور بعزفه للأغاني الحديثة والقديمة على "آلة" الكمان بطريقة مذهلة جذبت الجمهور وتفاعل معها وجعلته يتقاسم الأضواء مع الفنانين على المسرح.

لم يقتصر تعامل سرور مع الأصوات الغنائية المعروفة، فقد حرص أن يكون وفيا لآلة "الكمان" التي أحبها مبكرا وجعلها تغني طرباً بإبداع منقطع النظير، ليحتل مكانة رفيعة في الأوساط الموسيقية الإقليمية والعالمية، بانضمامه الشهر المقبل إلى الأوركسترا الكندية لعزف ما يقرب من ساعة على المسرح.

التقت "أخبار 24" العازف المصري محمود سرور في حوار صحفي رد فيه على العديد من الموضوعات وبدايته والمواقف التي يتعرض لها خلال الحفلات في المملكة، وجاء الحوار على النحو التالي:

حدثنا عن نفسك وكيف بدأت قصة عشقك للكمان؟

بدأت حكايتي من ألة "الكمان" في عمر 8 سنوات، عندما كنت ذاهبا إلى نادٍ كبير لأتعلم أي رياضة، فسمعت صوت موسيقى من غرفة بالنادي فدخلت عليهم بفطرتي كطفل فسألني قائد الفرقة مازحاً، على أي آلة تعزف؟ فلم أجب، وأمسك بصوابعي وقال لي ايدك تنفع تمسك "كمانجا"، ومن هنا بدأ حبي لها وبدأت أركز في دور الآلة، وكان لوالدي دور كبير بعدما بادر بشراء ألة كمان وشجعني كثيراً حتى إنها كانت في البيت (الثواب والعقاب لي) إن أجدت في شغلي يكون الثواب أن آخذ الكمان، وإن أخطأت يتم حرماني منها، وبدأت أثقل موهبتي بالدراسة في المعهد العالي للموسيقى العربية.

عزفت مع كبار المطربين فما هي أبرز المحطات الفنية التي تركت بصمة في مشوارك؟

هناك محطات كثيرة، لن أستطيع ذكر أسم معين، لأنني عملت مع الكثير من المطربين المشهورين في الوطن العربي، ولكل منهم ذوقه وأسلوبه الخاص وجمهوره، كفنان العرب محمد عبده وماجد المهندس ورابح صقر وعبادي الجوهر، والفنان عمرو دياب وتامر حسني وشيرين، لكن أقدر أقول أن أغنية "أنت ملك" محطة مهمة في حياتي وتركت بصمة في مشواري كعازف صولات.

صف لنا موقفاً حدث معك وأغرب ما يطلبه منك الجمهور في الحفلات؟

من المواقف التي حدثت معي، طلع لي شاب على المسرح قالي أنا جاي من الدمام علشان أشوفك وأسمعك فأطربنا، فكان ليها وقع رهيب جداً لن أنساه في حياتي، ومن أغرب ما طلبه الجمهور، كنت في حفلة لأحد المطربين وطلع أحد الحاضرين من وسط الجمهور وطلب أن أعزف "أنت ملك"، ورابح وماجد هما فقط من يغنيانها، وهي بعيدة كلياً عن شغل الفنان الذي يغني على المسرح، فكنت في حيرة كيف أفهمه أن المطرب مش هيغنيها لأنها مش ليه.

تواجه الأغنية العربية الجديدة اتهامات كثيرة أقلها أنها أغنية تجارية بماذا ترد على هذه الأقاويل؟

على مر العصور في الأغنية التجارية والرومانسية والعاطفية والوطنية، التجارية موجودة من زمان وده أمر طبيعي، تجارية لمصلحة الشاعر والجمهور، هو نوع سيظل موجودا اليوم وغدا ومستقبلاً... والتجارة موجودة وستظل.

برأيك ما هو الطريق لاستمرار القصيدة والطرب العربي الأصيل وسط هذه الموجة الكاسحة من الأغاني الهابطة؟

لكل لون عشاقه، فعلى سبيل المثال فنان العرب محمد عبده ما زال يحافظ على الغناء بالقصيد، لكن في النهاية اننا بنحاول أن نرضي الذوق العام للناس بمختلف أطيافها، فالناس الأن تريد الكلمات الخفيفة الشبابية الناعمة السريعة.

الخطوات القادمة والمحطات الخارجية؟

الجمهور هو هدفي، فدائما أعمل على إرضائه بكل الطرق، وفيما يخص وجود محطات خارجية عالمية، فالشهر عندي حفلة في تورنتو بدعوة من الأوركسترا الكندية، وسأقوم بعزف لمدة ساعة على المسرح في 27 أكتوبر القادم، وهذا نادرا ما يحدث مع أي عازف، فدعواتكم لي.

كلمة أخيرة للجمهور السعودي؟

أعشق الجمهور السعودي، وهو جمهور يستاهل أن تبدع من أجل إسعاده، فبشكرهم وأقولهم انتو من صنعتوا محمود سرور فقبل أما اجي السعودية كنت حاجة واليوم حاجة تانية، محبة السعوديين أضافت لي الكثير وأصبح عندي اهتمامات أخرى بأن أكون مشاركا معهم في الفرح في كل المناسبات، وأبارك لهم على ما حظي به الفن من اهتمام في ظل القيادة الشابة بدعم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.