يعتبر جبل القارة من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء، حيث يجتذب سنوياً عشرات الآلاف من الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح من جميع أنحاء العالم.

وازدادت أهمية الجبل الواقع ضمن واحة الإحساء، بعد تسجيل الواحة في شهر يونيو الماضي ضمن المواقع التراثية العالمية بمنظمة اليونسكو.

ويطل الجبل على مساحات شاسعة من أشجار النخيل والبساتين التي تشكل منظراً خلاباً حول الجبل، كما أنه يطل على عدة قرى أبرزها القارة التي اتخذ اسمه منها.

عُرف الجبل منذ تاريخ قديم وكان يسمى بجبل الشبعان، ويبعد عن الهفوف 12 كيلو مترا، وتبلغ مساحة قاعدته 14 كلم مربع، فيما يبلغ ارتفاعه 210 أمتار فوق سطح البحر، ويقول الجيولوجيون إنه تشكل قبل 2.5 مليون سنة.

يتميز الجبل بوجود مغارات وكهوف متعددة واسعة من الداخل شكلتها تكوينات صخرية رسوبية ذات طابع جمالي رائع، إضافة إلى وجود ظاهرة مناخية داخلها فتكون باردة منعشة في الصيف ودافئة في الشتاء.

ويصف أحد سكان المنطقة روعة الجو داخل الجبل قائلاً: "قضيت في إحدى السنوات الماضية شهر رمضان كاملاً داخل الجبل، حين كان الجو حارا ولا توجد كهرباء في قريتنا، فكنت أحضر من الصباح حتى قبيل أذان المغرب، حيث عوضتنا برودة الجبل عن أجهزة التكييف".

توجد على الجانب الغربي للجبل عدة مغارات كانت تستخدم سابقا مكانا لتعليم القرآن الكريم، كما أن هناك مغارات أخرى تستخدم للمناسبات، وثالثة لا يعرفها إلا أهالي القرى المحيطة بالجبل، وهناك مغارات أخرى لم يجرؤ أحد على اكتشافها بشكل كامل خوفاً من الضياع بداخلها.

وقبل 6 سنوات بدأت إحدى الشركات في تنفيذ مشروع تطوير الجبل على مساحة مليوني متر مربع، وسمي هذا المشروع "أرض الحضارات"، وتضمَّن تهيئة المغارات أمام الزوار وتنفيذ مسارح متدرجة ومقاهٍ حديثة ومحلات تجارية ومطاعم واستراحات وأنظمة صوتية وألعاب أطفال وغيرها.

وشهدت منطقة الجبل العديد من الأحداث التاريخية، حيث كانت موضعا للمدفعية أثناء بعض الحروب التي خاضها الملك عبدالعزيز لتوحيد المملكة