إرث تاريخي له رمزيته الكبيرة في تاريخ المملكة، كونه أول قصر ملكي تم إنشاؤه في عهد الملك عبد العزيز بمكة المكرمة.. إنه "قصر السقاف" الواقع بحي المعابدة، والذي كان مقرًّا للدولة ومركزًا للحكم في عهد الملك المؤسس.

ويشكل القصر معلمًا حضاريًّا بارزًا بمكة المكرمة، خاصة بمبانيه القديمة التي تحمل طابعًا معماريًّا إسلاميًّا، واحتوائه الكثير من العناصر الفنية والزخرفات الإسلامية والتصاميم المعمارية الجذابة.

يبدو قصر السقاف كمدينة غير مسورة، وبه مجموعة من القصور والوحدات السكنية ومباني الخدمات الخاصة بالقصر، بُنيت في فترات تاريخية مختلفة تبدأ بعام 1346هـ، ويتألف القصر من عدة طوابق، ويقع المدخل الرئيسيّ في وسطه.

أُقيمت قصور ومبانٍ ووحدات القصر على مساحة تقدر بـ2500 م2 تقريبًا، يفصل بينها شارع القصر الملكي الذي يطلق عليه اسم (شارع السقاف).

يعتبر القسم الجنوبي الأقدم تاريخيًّا والأكبر حجمًا إذ بنيت فيه معظم القصور الملكية، بما في ذلك قاعات استقبال الرؤساء والملوك وكبار ضيوف الملك عبد العزيز من سفراء وقناصل الدول العربية والإسلامية، ورؤساء بعثات الحج، وكبار الحجاج، والمواطنين.

تعود ملكية هذا القصر لأحد أبناء محمد بن عمر السقاف وقد اشتراه بـ2500 ريال فرنسي، وكانت أسرة السقاف من الأسر الثرية، التي تملك ثروة ضخمة وقد أُنفقت معظم هذه الثروة في إنشاء أبنية بديعة في مكة المكرمة وجدة والمدينة والطائف، ثم اشترى الملك عبد العزيز عددًا منها لاستعمالها.

اتخذ الملك عبد العزيز قصر السقاف قصرًا للحكم في مكة المكرمة، والذي كان شاهدًا على كثير من الأحداث السياسية والتنظيمات التشريعية في بدايات عهد المملكة الحديثة.