أكد الباحث محمد الروقي أن العرب استخدموا أنواعاً مختلفة للصيد، سواءً طيور أو حيوانات برية كالسباع والنمور العربية في المنطقة الجنوبية، وقال أن آخر نمر تم اصطياده كان بمنطقة طويق في ستينيات القرن الماضي.
وأضاف الروقي خلال محاضرته التي ألقاها ضمن فعالية "أجندة الرواة" المصاحبة لمعرض الصقور والصيد السعودي، الذي انطلق في العاصمة الرياض (الثلاثاء) ويستمر حتى السبت (8 ديسمبر)، أن منطقة الجزيرة العربية تحتضن أنواعاً مختلفة من الصيد، حيث كانت تزخر بأنواع من الأسود والضباع والطيور.
وأشار إلى أن الصيد بشكل عام عند العرب في مرحلة قبل الإسلام كان للحاجة فقط. ولكن كان هناك نوعاً آخر للصيد، وهو ما يسمى بصيد الترف، وكان للهواية والتسلية، ويمارس هذا النوع فئة معينة وطبقة من الناس مثل الخلفاء والأمراء والوجهاء.
أما صيد الحاجة فكان يمارسه أهل البادية لتوفير حاجتهم من الطعام.
الإسلام نظم الهواية
وأردف الروقي قائلاً بأن الصيد كما هو معروف موجود منذ آلاف السنين قبل الإسلام، ومع دخول الاسلام تم تنظيم تلك الهواية، حيث أوضح الشرع ما هو محرم اصطياده وما هو حلال وللحاجة، أي أن الإسلام أرسى القواعد الحقيقية والصحيحة في الأمور التي تتعلق بالصيد. ويقال في التاريخ والكتب أن أول من درب النمور على الصيد هو يزيد بن معاوية، أما الصيد في العصر العباسي فقد أصبح ثقافة، كونه كان هواية الخلفاء والأمراء، حتى وصولنا إلى مرحلة ما قبل استيراد الأسلحة والتقنية الحديثة في الصيد، كانت الجزيرة العربية محافظة على تلك الهواية الأصيلة.
عادات وأساليب
وحول عادات الصيد وطرائقه، أوضح الروقي أن الفرس قديماً كانوا يستخدمون قرع الطبول لترويض صقور الباز، حيث كانوا أول من اصطاد به، فكانت تقرع الطبول له إذا طار، وهي تعتبر من مراحل ترويضه.
وأشار إلى أن انواع الصيد عند العرب كانت إما عن طريق الحفائر، حيث لم تكن تستخدم الكلاب أو الطيور، فكان يقام لكل نوع من الحيوانات التي يراد صيدها حفرة معينة، فمثلا الحفرة التي تستخدم لاصطياد الأسد تختلف عن التي تحفر للنمر .
وأضاف: أما النوع الآخر للصيد عند العرب كان عن طريق الخداع، فمثلا كانت تشعل النيران بارتفاع خيمة عند اصطياد الأسود، كونها كانت تجلس وتنجذب إليها تراقبها فيتم اصطيادها.
وكان هناك نوعاً آخر يسمى التطريب، وهي مأخوذة من الطرب، حيث أن هناك أنواعا من الحيوانات كانت عندما تستمع إلى صوت الطرب تتلهى فيتم اصطيادها.
وتابع الروقي في ندوته بمعرض الصقور والصيد، الذي يضم مجموعة من الفعاليات المختلفة والهادفة إلى تأصيل التراث والحفاظ على الهوية الوطنية: إن طرق الصيد تختلف من بلد لأخرى، حيث يقتبسونها من بيئتهم التي يعيشون فيها، فقد كان ملوك الهند عندما يريدون اصطياد النمر الآسيوي فإنهم يعرفونه أنه من أكثر الحيوانات تعلقاً بأولاده، فكانوا يعتمدون على هذه الصفة في اصطياده.