توقعت إحدى الجهات العالمية المتخصصة في الأمن الإلكتروني، تنامي التهديدات الإلكترونية المالية خلال العام المقبل (2019)، كتزايد الهجمات على الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول للمستخدمين التجاريين.
وتكتسب تطبيقات الهاتف المحمول الخاصة بالأنشطة التجارية شعبية متزايدة، ومن المرجح أن تؤدي إلى شنّ الهجمات الأولى على مستخدميها، لا سيما وأن هناك أدوات كافية للقيام بهذا الأمر، لكن الخسائر التي يُحتمل أن تتكبّدها الشركات ستكون أعلى بكثير من الخسائر المتكبدة عند تعرض الأفراد للهجوم.
وأشارت كاسبرسكي لاب في تقريرها إلى أن عام 2019 قد يشهد أولى الهجمات التي تتم بسرقة البيانات البيومترية واستخدامها، حيث تتبنّى مختلف المؤسسات المالية هذه النظم، لتحديد الهوية والمصادقة عليها، وقد حدث العديد من التسريبات الكبيرة للبيانات البيومترية، وتُرسي هاتان الحقيقتان الأساس لشنّ هجمات ما يُعرف بـ "إثبات المفهوم"، وتستهدف الخدمات المالية باستخدام البيانات البيومترية المسربة.
وقال فابيو أسوليني، أحد كبار الباحثين الأمنيين لدى كاسبرسكي لاب، إن منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا أصبحت "أكثر جاذبية للمجرمين الإلكترونيين"، مع حلول هجمات التعدين والهجمات المالية الخبيثة في صدارة الهجمات الإلكترونية.
وأضاف: "اكتشفنا في 2018 ست عائلات جديدة من البرمجيات الخبيثة التي تستهدف أجهزة الصراف الآلي، فيما ازدادت عمليات التعدين غير القانوني للعملات الرقمية زيادة ملحوظة لتتجاوز أبرز التهديدات التي سادت المشهد في السنوات الماضية، وهي هجمات طلب الفدية، ونعتقد أن السبب وراء ذلك يتمثل في أن التعدين يتمّ بصمت وهدوء ويسبب تأثيراً أقلّ من التأثير الصاخب الذي تُحدثه هجمات طلب الفدية، ما يجعله أقلّ لفتاً للانتباه".
كما سيشهد العام المقبل تنامي نشاط المجرمين المحليين، الذين يهاجمون المؤسسات المالية في الهند وباكستان وجنوب شرق آسيا ووسط أوروبا، بسبب عدم نضج الحلول الوقائية في القطاع المالي، بجانب الانتشار السريع لوسائل الدفع الإلكترونية المختلفة بين السكان والشركات في هذه المناطق.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا خلال 2018 زيادة 17% في الهجمات التي شُنّت باستخدام برمجيات مصرفية خبيثة لتصل إلى نصف مليون هجمة، وفقاً لإحصائيات شبكة KSN التابعة لكاسبرسكي لاب.
ومع تزايد الاهتمام بالعملات الرقمية التي باتت هدفاً أكثر جاذبية للمجرمين عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، ازداد "التعدين الخبيث" للعملات الرقمية، فسجلت كاسبرسكي لاب زيادة بأربعة أضعاف في هجمات التعدين Cryptomining في المنطقة، لترتفع من 3.5 مليون في العام 2017 إلى 13 مليوناً في 2018.