لقد كان الزعيم النازي أدولف هتلر وصمة عار على التاريخ، لكنه كان موهوبًا في الرسم، وقد يكون ضل الطريق من الفن إلى السياسة فأربك تاريخ العالم.

غير أن هذا الخطأ ربما تسبب فيه أيضًا آخرون من حوله لم يقدّروا موهبته، فهتلر الذي أصبح دكتاتورًا سعى إلى الالتحاق بأكاديمية فيينا للفنون الجميلة في بداية القرن العشرين، لكنها رفضته مرتين!

في يونيو/حزيران 2015 تم بيع لوحات فنية ورسومات لهتلر مرسومة بالألوان المائية، وذلك بمبلغ قدره 400 ألف يورو، في مزاد جرى في ألمانيا، وكانت لوحة "قلعة نيووشفانستين" الواقعة في بافاريا هي الأعلى سعرًا بمئة ألف يورو.

تزوير أعمال هتلر

هذا الحدث مع الإقبال على أعمال هتلر الفنية بشكل عام، شجع مافيا الفن على دخول هذا الخط بتزوير لوحات للزعيم النازي، ومن ثم الاعتناء بها.

وضبطت الشرطة الألمانية هذا الأسبوع في برلين ثلاث لوحات مزيفة نسبت إلى هتلر، وإلى الآن لم يتم التأكد من وضعيتها وأصالتها، فهي في حيز الاختبار، لكن مجرد الاشتباه يفتح الطريق أمام مسألة الاستغلال الذي يتم باسم موهبة هتلر المكبوتة.

الأعمال الثلاثة تصور نهرًا ومنظرًا طبيعيًا عبارة عن جبل ورجل يجلس تحت شجرة، ويعتقد أنها رسمت في أوائل القرن العشرين عندما كان هتلر مفلسًا، في ذات الوقت الذي تحطم فيه حلمه في أن يصبح فنانًا بفشله في اجتياز امتحان القبول في أكاديمية فيينا.

ويرى الخبراء في الفن أن هذه الرسوم المائية قد لا تكون لها أية قيمة، لولا أن توقيع هتلر أسفلها الذي يكسبها هذا الشيء ويرفع من قيمتها المادية.

مئات الأعمال الأخرى

في المقابل هناك مئات اللوحات لهتلر المعترف بها في سوق الفن، ومعظمها محتجزة من قبل الجيش الأميركي بعد أن كان الحلفاء قد هزموا النظام النازي بنهاية الحرب العالمية الثانية.

ونادرا ما تباع لوحات هتلر في ألمانيا بسبب وضعه المحظور في البلاد، فالمزادات التي تقام وتعرض أي لوحات لهتلر، تقابل بالغضب من قبل أقارب الضحايا والناجين من المحرقة.

ومن اللوحات التي بيعت في ألمانيا بعد جدل كبير، واحدة تم تخصيص عائدها من قبل المشتري لجمعية خيرية للأطفال المعوقين، وهي تعود بتاريخها إلى عام 2016، وقد بيعت بـ 48 ألف يورو.

وبخصوص اللوحات الأخيرة، ليس من اعتقالات إلى الآن فالأمر في حيز التحفظ إلى الكشف عن أصالة اللوحات من عدمه.