رفض والد الفتاتين السعوديتين؛ اللتين عثر عليها غارقتين بولاية نيويورك الأمريكية، روتانا الفارع (22 عاماً)؛ وشقيقتها تالا (16 عاماً)، تقرير الطب الشرعي الأمريكي الذي أعلن الخميس الماضي أن الفتاتين أقدمتا على الانتحار، كما فجر مفاجأة باتهام أحد المحققين الأمريكيين بإخفائهما والتسبب في مقتلهما.
وروى والد الفتاتين البالغ من العمر 55 عاما تفاصيل دقيقة حول قصة اختفائهما، مؤكدا أن الأسرة كانت تسكن حيث تدرس ابنته الكبرى روتانا برفقة أخيها بولاية فرجينيا، وأنه خرج في تلك الليلة رفقة زوجته لشراء بعض الاحتياجات وعندما عاد لم يجدهما.
وأوضح وفقا لـ"سبق"، أنه توقع أن يكونا خرجا لشراء بعض الاحتياجات، لكن بعد تأخرهما تقدم ببلاغ للشرطة، مؤكدا أنه لم يشك أبدا في هروبهما كونهما لم يأخذا أي شيء من أغراضهما، فضلا عن قيامهما بشراء بعض الأغراض وتركتا الكيس على الطاولة؛ ما ينفي تبييت النية للهروب، بحسب بعض المزاعم.
وقال إنه في اليوم التالي اتصل محقق يدعى "براندون ميلر"، وأبلغهم أنه سحب الفتاتين لمكان آمن واتهمهم بتعنيفهما، ورفض رؤيتهم لهما مع وعد بإعادتهما خلال أسبوع، لافتا إلى أنه برغم تحقيقات العنف التي قامت بها هيئة حماية الأطفال تم تبرئة الأسرة منها.
وبين أن المحقق بعد كل ذلك رفض التواصل معهم، وطلب التوجه إلى المحكمة بحجة وجود قضية هناك، لكنهم بعد الذهاب لم يجدوا أي أثر لقضية، متهما السلطات بالتواطؤ مع هذا المحقق الذي يتجاوز القانون بشكل مستمر.
وأشار إلى أنه أصيب بأزمة قلبية استدعت إجراء عملية قلب مفتوح والعودة إلى المملكة بعد تفاقم حالته المرضية، فيما واصلت الأم البحث عن ابنتيها وسط تجاهل من السلطات وإخفاء للمعلومات، لافتا إلى أن أحد الضباط تعاطف مع العائلة واتهم المحقق بمخالفة القانون باحتفاظه بالفتاتين.
ولفت إلى أنه بعد أشهر من الاختفاء أصدرت شرطة فيرجينيا بياناً يؤكّد اختفاء الفتاتين، وبعدها بأسبوع أعلنوا وفاتهما بزعم الانتحار قبل كشف الطب الشرعي عليهما، مؤكدا أنهم عند رؤيتهم للجثمانين اكتشفوا أن الجثتين مربوطتين إلى وجهيهما وعليهما أثار ضربات مبرحة ولكمات تملأ وجهَيهما خاصة الابنة الصغرى.
واستبعد الأب نظرية الانتحار خاصة أن الابنتين لا تجيدان السباحة، والمكان المشار إليه بنهر هدسون مليء بالصخور ومستحيل القفز فيه بالطريقة التي صوروها فضلا عن أثار التعذيب على وجهيهما.
وأكد أنه عاد برفقة زوجته وابنه إلى أمريكا بعد العزاء لإنهاء بعض المتعلقات، ووجدوا استفزازا كبيرا في المطار، وطلبوا مغادرتهم خلال 14 يوما على أقصى تقدير وتم إلغاء الفيزا الدراسية للابن، ولم تتمكن العائلة من رفع دعوى قضائية ضد المحقق الذي اتهمه الأب بأنه كان وراء اختفائهما ومقتلهما.
وأوضح أنه وكل محامي السفارة السعودية بأمريكا، وسيطالب باتهام الضابط رسمياً بالتسبّب في تلك الجريمة.