أقام الرئيس الهندي رام نات كوفييد في القصر الرئاسي في نيودلهي، مساء اليوم الأربعاء، حفل عشاء لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، احتفاءً بزيارته التاريخية للهند.
وألقى الرئيس الهندي خلال الحفل كلمة رحب فيها بولي العهد والوفد المرافق، مستذكراً الزيارات التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ في عام 2006م، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لنيودلهي في عام 2014م، وزيارة دولة رئيس وزراء الهند إلى المملكة العربية السعودية في عام 2016م، والتي أسفرت في توسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأوضح أن البلدين تربطهما روابط تاريخية غنية تعتمد على الروابط الحضارية المشتركة، تدل على التبادلات الاقتصادية المتنامية باستمرار، مؤكدا أن الهند تقدر المملكة العربية السعودية بالغ التقدير كشريك موثوق به لأمن طاقتها، ومرحباً بمشاركة المملكة في الاحتياطات النفطية الاستراتيجية.
وأعرب الرئيس الهندي عن سعادته بمشاركة "أرامكو" في أكبر مصفاة نفط مرتقبة على مستوى العالم، مقدماً شكره على الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية.
وأضاف أن جمهورية الهند تنظر إلى المملكة العربية السعودية كعامل استقرار في المنطقة وما وراءها، معربا عن تقديره لقيادة المملكة في تنويع الاقتصاد، ومرحبا ببرنامج "رؤية المملكة 2030 "، مؤكداً رغبة الهند بأن تكون شريكاً قوياً وموثوقاً به لنمو المملكة وتقدمها.
وشدد الرئيس الهندي على أن الإرهاب هو أخطر تهديد للبشرية اليوم، وقال: "يجب على الهند والمملكة العربية السعودية، والمجتمع الدولي، أن يتحد لهزيمة هذه القوى الشريرة وتدميرها ومكافحة التطرف"، مضيفا: "لا مكان للمسؤولين عن مثل هذه الأفعال في مجتمعنا الذي يحب السلام، ويلزم العامل معها بكل حزم وحسم".
وقال: "إن الروابط بين شعوب بلدينا الصديقين تعود إلى عدة آلاف من السنين، ولقد احتضنت المملكة العربية السعودية بسخاء عددا كبيرا من المغتربين الهنود وشجعتهم على الازدهار والنمو".
من جهته، ألقى الأمير محمد بن سلمان كلمة في حفل العشاء عبر فيها عن شكره للرئيس الهندي ورئيس الوزراء على حفاوة الاستقبال، مشيرا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
وقال: "إننا اليوم نشهد حاضرا مميزا للغاية بين البلدين، وفيه فرص كثيرة جداً لدولتينا، واليوم أيضاً نحتفل ونحضر إنجازا حُقق في عامين، وهو إنجاز كبير جداً في عدة مجالات من الاقتصاد إلى الأمن إلى السياسة وغيرها من المجالات".
وتابع ولي العهد: "في هذه الزيارة تم تأسيس المجلس التنسيقي الاستراتيجي رفيع المستوى بين السعودية والهند، وسوف تشهد الاستراتيجية القادمة تسارعا أكبر بكثير مما حدث في السنتين الماضيتين".
وشدد الأمير محمد بن سلمان على أن "المملكة والهند تتشاركان في مصالح كثيرة، كما أنهما تواجهان مخاطر كثيرة متشابهة، سواء على مستوى الإرهاب أو غيرها من المخاطر، وهذا يؤكد أن علينا أن نعمل جميعاً لتحقيق جميع المصالح المجابهة لجميع التحديات".