فريدي كروجر، هو أبعد ما يكون عن مجرد ببغاء عادي.
فقد تمكن من العودة إلى حديقة للحيوانات في جنوب البرازيل في كاسكافيل، بعد ثلاثة أيام من تعرضه للاختطاف من قبل لصوص مسلحين، حيث عثر عليه بالقرب من القفص الذي كان يعيش فيه خلال السنوات الأربع الماضية.
وحين حدثت واقعة السرقة، كان الطائر يتعافى في وحدة علاج مما يعتقد أنها لدغة أفعى، وكان حينها مشرفا على الموت بسبب النزيف.
ولكن هذا ليس كل شيء. فقبل مجيئه لحديقة الحيوان كان فريدي يعيش في وكر لتجارة المخدرات، كحيوان أليف يرعاه أحد تجار المخدرات.
وقد أطلق عليه اسم، فريدي كروجر، وهو اسم شخصية شريرة في فيلم "ذي نايتمير أون أيلم ستريت"، لأنه تشوه في عام 2015 بعد أن تعرض لإطلاق نار في وجهه أثناء عملية مداهمة للشرطة.
وأدت إصاباته إلى فقدانه البصر في عينه اليمنى، وخسارته لجزء من منقاره.
ولذلك قد لا يكون مفاجأة أن الببغاء لم يكن في مزاج جيد عندما سرقه لصوص من حديقة الحيوان.
لكن رغم إصاباته والتشوهات التي لحقت به لم يمتنع فريدي عن عيش حياة ببغاء طبيعي.
فعلى سبيل المثال، على الرغم من فقدان جزء من منقاره، فإنه لا يزال قادرا على تقشير البذور وأكل الفاكهة.
تعتقد الشرطة أن خاطفي الببغاء أطلقوه بعد أن لاحظوا تشوهاته.
وقال إيلير ديتوني، مدير حديقة الحيوان، لبي بي سي: "ربما وجدوا أنه من الصعب بيعه، إذ يمكن التعرف عليه بسهولة".
ويعد الاتجار بالحيوانات أحد أكثر أشكال التهريب ربحا في البرازيل.
ويقدر خبراء من منظمة رينكاتس، وهي منظمة غير حكومية متخصصة في قضايا الاتجار بالحيوانات، أن التجارة غير المشروعة بالحيوانات في البرازيل تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار سنويا.
ويضيف ديتوني: "لم أحسم رأيي بعد إذا كان فريدي محظوظا أم أنه على عكس ذلك تماما".
وقال مدير حديقة الحيوان إنه عُثر على آثار دماء بشرية بالقرب من العيادة حيث كان الببغاء فريدي يتلقى العلاج، والتي يعتقد أنها دليل على أنه لم يترك المكان دون قتال".
وقال ديتوني "إنه طائر مجنون ولا يمكن لأحد العبث معه".
وفي الواقع، أظهر فريدي سلوكا عنيفا تجاه الطيور الأخرى منذ وصوله إلى حديقة الحيوان، وكان لا بد من إبقائه في قفص منفصل عن باقي الببغاوات منذ اليوم الأول لوصوله.
"إنها ليست مزحة: ففي إحدى المرات كاد يقتل ببغاء آخر".
اختطاف فريدي ليس الحادثة الأولى من نوعها المتعلقة بالإتجار بالحيوانات في مدينة كاسكافيل.
فقد سبق وأن اختُطفت تماسيح وببغاوات من حديقة الحيوان، التي لا تملك ميزانية تمكنها من اتخاذ إجراءات أمنية أكثر صرامة.
إذ لا توجد كاميرات المراقبة التلفزيونية "سي سي تي في". وهناك ثلاثة ضباط شرطة فقط لحراسة 340 من الحيوانات الموجودة في 18000 متر مربع من الأراضي.
وأوضح مدير حديقة الحيوان أن اثنين منهم كانا مريضين في الليلة التي سُرق فيها فريدي وببغاء آخر وأسطوانة غاز الطهي، ولا يزال مصير الببغاء المخطوف الآخر مجهولا.
وأردف قائلا: "ربما ستسهم تجربة فريدي وما حصل له في جعل الناس أكثر اهتماما بحديقة الحيوان، وبالطبع لا ضير في حصول الحديقة على مزيد من الزوار".