حذر خبراء في علم النفس من خطورة وصول الشخص إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي أثناء عمله، مؤكدين أن له آثاراً سلبية على صحة الإنسان تجعله بحاجة إلى علاج طبي طويل الأمد.
وأكد الخبراء أن أكثر الأشخاص الذين يصابون بهذه الحالة، هم الذين يفتقرون إلى التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وأكثرهم العاملون في الوظائف الخدمية كالتعليم والرعاية الصحية.
وكشفت دراسة أجرتها الرابطة الأمريكية لعلم النفس بجامعة شيكاغو أن 31% من الأشخاص يجدون صعوبات في إدارة مسؤوليات العمل والأسرة معا، فيما 53% من الأشخاص يؤكدون أن العمل قد يسبب لهم حالة كبيرة من الإنهاك والتعب.
وقال الدكتور إيهاب فكري رائد الأعمال والمحاضر الدولي في علوم الإدارة، في مقابلة مع برنامج "صباح الخير يا عرب" على فضائية "إم بي سي"، إن الاحتراق الوظيفي تم تصنيفه من منظمة الصحة العالمية على أنه مرض، لكونه يجعل الإنسان يعاني من أمراض نفسية وبدنية.
وعرّف فكري، الاحتراق الوظيفي بأنه ضغط نفسي وبدني نتيجة الشعور بالقهر، أو لظروف خارجية تجعل الشخص غير راغب في إكمال العمل أو التواجد في المكان، لافتا إلى أن أسبابه قد تكون بسبب رفع سقف التوقعات في العمل أو الحياة بشكل عام ثم الاصطدام بالواقع، أو بسبب حدوث تغيير مفاجئ في نمط العمل أو نمط الحياة الشخصية، أو طريقة التفكير وإدراك الحياة.
وبين أن أعراض هذه الحالة تتمثل في أن يصبح الموظف متهكما أو انتقاديا في العمل، وغير قادر على تحمل التوجيهات التي تأتي من المديرين، أو يصبح عديم القدرة على التعامل مع الزملاء في العمل، فضلا على أن يصبح الموظف انفعاليا أو نافدا للصبر مع زملائه أو العملاء، كذلك عدم معرفة الشخص بالهدف من العمل وانخفاض قيمته لديه وعدم الرغبة فيه.
وشدد على أن علاج الاحتراق الوظيفي ينبع من الشخص نفسه بتوصيفه لحالته، وليس مسؤولا عنه الطبيب أو المدير في العمل.