صمّم عدد من الخبراء البريطانيين نموذجاً بالحجم الطبيعي لسيدة تعاني من مشكلات صحية واضحة، قائلين إن هذا النموذج يوضح المشكلات والتغييرات التي ستحدث لجسم الإنسان بعد 20 عاماً من العمل المكتبي.
والنموذج، الذي نقلته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، هو لسيدة أُطلق عليها اسم «إيما»، ذات ظهر منحنٍ، وأطراف منتفخة، وعينين حمراوين جافتين من التعرض الطويل لشاشة الكومبيوتر، وبشرة بالية بعد سنوات أمضتها محاصرة تحت وهج الضوء الصناعي، كما أنها تعاني من دوالي الساقين.
وقد قام خبراء من مجالات الصحة المهنية والرفاهية المهنية بالاشتراك مع شركة «فيلويز» للمعدات المكتبية، بتصميم هذا النموذج بعد إجراء مقابلات مع أكثر من 3000 موظف من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، وقد وجد الخبراء أن أغلب هؤلاء الموظفين يمضون 6 ساعات في المتوسط يومياً جالسين على مكاتبهم.
وقال عدد كبير من هؤلاء الموظفين إنهم يواجهون مشكلات صحية تقلل من إنتاجيتهم، مثل إجهاد العين، وآلام الظهر والصداع.
علاوة على ذلك، أفاد سبعة من كل عشرة موظفين بأنهم يتناولون أدوية باستمرار لمكافحة هذه المشكلات.
وأكد الخبراء أن الهدف من هذا النموذج الذي قاموا بتصميمه هو حث الموظفين الذين يجلسون لفترات طويلة على مكاتبهم على ضرورة تحسين ظروف عملهم، مشيرين إلى أن أهم التغييرات الجذرية التي ينبغي أن يبدأ الموظفون العمل عليها هو الحرص على أخذ راحة أكثر من مرة خلال اليوم للتحرك والمشي بعيداً عن مكاتبهم.
وقال ويليام هيغام، وهو أحد أعضاء الفريق الذي تصمّم «إيما»: «إن أصحاب العمل والعمال بحاجة فعلياً الآن إلى التصرف ومعالجة المشكلات الصحية التي تنتج عن الجلوس لفترات طويلة في أماكن العمل». وأضاف: «ما لم نجرِ تغييرات جذرية في حياتنا العملية، مثل التحرك أكثر، أو تعديل وضعية جلوسنا في المكاتب، أو أخذ فترات راحة منتظمة للمشي فإن وضعنا الصحي سيكون مقلقاً للغاية».
ووجد الفريق أن أصحاب العمل قد يتنصلون من مسؤولياتهم في هذه القضية، حيث أبلغ أكثر من ثلث الموظفين بأنهم لم يتم سؤالهم إطلاقاً منذ بدء عملهم عن المشكلات التي يعانون منها، أو عن آرائهم في ظروف عملهم.
أما بالنسبة إلى أولئك الذين طلبوا من مديريهم تحسين ظروف العمل الخاصة بهم، فقد أفاد 28% منهم بأن مشكلاتهم لم تُعالَج، في حين أكد 20% إن مديريهم لم يكترثوا لمطالبهم.