أجاب برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة على سؤال يطرحه الناس بين الحين والآخر حول إن كانت الجزيرة العربية في يوم من الأيام خضراء، وعلاقة ذلك بكلام النبي ﷺ بأنها "ستعود في يوم من الأيام مروجاً وأنهاراً كما كانت".
وأوضح أن هيئة السياحة والتراث الوطني تبنت مع جامعة أكسفورد مشروعاً لدراسة العلاقة بين المتغيرات المناخية التي حدثت بالجزيرة العربية على مر العصور وبين بداية الاستيطان البشري بها.
وأبان أن نتائج الدراسات كشفت عن أدلة علمية مذهلة تدل على وجود مئات البحيرات والأنهار والغابات والكائنات في أنحاء الجزيرة العربية وهـو ما جعل العديد مـن الحضارات المتعاقبـة تنشأ حولها.
وكشف البحث عن نتائج مبهرة؛ حيث تم العثور على ناب فيل عملاق في الأطراف الغربية من صحراء النفود يزيد عمره عن 500 ألف سنة، إضافة إلى أحافير لحيوانات عديدة شملت غزلان المها والفيلة والأبقار والخيل والذئاب وأفراس النهر والنمور والطيور، كما أشارت الدلائل الأثرية والجيولوجية أن الموقع يمثل بحيرة قديمة يزيد عمرها عن 500 ألف سنة.
وأعلنت البعثة أيضاً عن اكتشافها لآثار أقدام بشرية على ضفة بحيرة قديمة بصحراء النفود يعود عمرها إلى 85 ألف عام، مشيرة إلى أن عمرها يتزامن مع أحفورة لإصبع إنسان عاقل عثر عليها بالقرب من موقع في محافظة تيماء في تبوك يعود عمرها إلى 85 ألف عام أيضاً.
واختتم البرنامج كلامه بالتأكيد على أن هذه الاكتشافات تثبت أن السمة العامة للجزيرة العربية كانت مراعي خضراء غنية بالأنهار والبحيرات ووفرة الحيوانات، وهو ما يؤكد نبوءة النبي ﷺ: "لن تقوم الساعة حتى تعود الجزيرة العربية مروجًا وأنهارًا".