ربطت العديد من المعتقدات والخرافات، منذ عقود عدة، اكتمال القمر مع تقلبات المزاج وغيرها من الظواهر الخارقة للطبيعة.
وتقول الأساطير إن البدر يخرج الوحوش من البشر ما يجعلهم يتحولون إلى ذئاب ضارية، كما يعتقد البعض أن القمر الكامل يؤدي إلى زيادة قوة السحر أو زيادة الخصوبة لدى الرجال.
لكن الاعتقاد الأكثر شيوعا، هو أن البدر يحول الناس إلى مجانين أو يجعلهم غير عقلانيين، وهو تأثير يعرف باسم "جنون القمر الكامل".
ولكن لا يوجد سوى القليل من البيانات العلمية التي تدعم فكرة أن الأقمار الكاملة لها تأثير على السلوك البشري. ومع ذلك، درس علماء النفس الحالات المفترضة للجنون القمري لكشف الحقائق حول هذه المعتقدات.
ففي عام 1991، درس العلماء الروابط بين القمر والسلوك البشري في مجلة Journal of Affective Disorders، ونظروا في حالات الجنون والأرق وحتى الصرع خلال اكتمال القمر، وكانت الدراسة مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بتحديد ما إذا كان توهج البدر قادرا على عرقلة أنماط النوم بما يكفي للتسبب في سلوكيات غير عادية.
وقالت الدراسة إنه "قبل ظهور الإضاءة الحديثة، كان القمر مصدرا للإضاءة الليلية والتي تؤثر على دورة النوم والاستيقاظ، وتميل إلى التسبب في الحرمان من النوم في الوقت الذي يكتمل فيه القمر".
وبحثت دراسة أخرى، أجريت عام 1985، في 37 حالة لإيجاد صلات بين البدر وتغير السلوك البشري، وخلصت إلى أن القمر لا يظهر أي تأثير واضح على البشر، وكشفت تقديرات حجم التأثير أن مراحل القمر لا تمثل أكثر من 1% من التباين في السلوك البشري المسمى عادة بجنون القمر.
وفي عام 2009، بحث كل من هال أركويتز وسكوت ليلينفيلد من جامعة إيموري وجامعة أريزونا عن الروابط الممكنة بين الأقمار الكاملة والشعور بالجنون.
وخلص الباحثان إلى أن البدر ليس له أي تأثير واضح على البشر.
وبغض النظر عن الاعتقاد الشائع بأن البدر يؤثر على الحالة النفسية للبشر، إلا أن الدراسات العلمية لم تتوصل إلى وجود أي علاقة بين هذه العوامل، وأن تغير مراحل القمر (القمر الجديد، الربع الأول، القمر الكامل، الربع الأخير) ليس لها أي تأثير على الصحة النفسية والجسدية لدى البشر.