أوقفت قوات الأمن اللبنانية 4 من مناصري حركة أمل وحزب الله في بيروت، ليل الاثنين الثلاثاء، خلال مواجهات عنيفة شهدتها مناطق وسط بيروت إثر قيام مناصري حزب الله وحركة أمل بمهاجمة المعتصمين في ساحتي رياض الصلح والشهداء وإحراق عدد من الخيام.
وتدفق مئات الشبان بدراجات نارية ملوحين براياتهم الحزبية والدينية قرب منطقة الاحتجاج الرئيسية في وسط بيروت مرددين هتافات طائفية، وقال الشهود إنهم ألقوا حجارة وقنابل مولوتوف على قوات الأمن بالمكان.
وتردد أن تسجيل فيديو يحتوي على إساءات تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي ألهب مشاعر مناصري حزب الله وحركة أمل، نشره لبناني من مدينة طرابلس يقيم بالخارج، وفقا لوكالة "رويترز".
وقام مناصرو حركة أمل وحزب الله مجددا بمهاجمة خيام المعتصمين وإحراق بعضها في ساحة الشهداء وسط العاصمة اللبنانية، فيما دفعت قوات الأمن بتعزيزات لاحتواء الموقف.
من جانبها، قامت قوى الأمن اللبنانية بتعزيز وجودها وسط بيروت، فيما قامت قوات مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق عناصر من مناصري حركة أمل وحزب الله.
وعلى إثر هذه المواجهات قام الجيش اللبناني بتوقيف عدد من المجموعات الحزبية، فيما أفاد الدفاع المدني اللبناني بسقوط جرحى.
وأوضح الدفاع المدني "عناصرنا تعمل على تقديم الإسعافات الأولية اللازمة لعدد من الإصابات في وسط بيروت والمناطق المجاورة وتم نقل بعضها إلى مستشفيات المنطقة للمعالجة".
ومع تصاعد حدة المواجهات وعمليات الكر والفر، ارتفعت مكبرات صوت المساجد قرب ساحة الشهداء لتناشد مناصري أمل وحزب الله الانسحاب من الشوارع.
وتجاهل الشبان دعوات السياسيين لضبط النفس وحاولوا كسر طوق أمني لاقتحام الميدان الذي يخيّم به المتظاهرون في إطار احتجاج مناهض للحكومة قائم منذ أسابيع.
وأظهرت تغطية حية بثتها قنوات تلفزيونية محلية عشرات الشبان وقد أحرقوا إطارات وحطموا مباني إدارية وأضرموا النار في عدد من السيارات في محيط المنطقة القريبة من طريق رئيسي يؤدي إلى الأجزاء الشرقية والغربية من العاصمة.
وسبق وأن استهدفت جماعات موالية لحزب الله وحركة أمل المحتجين المعتصمين في الميدان من قبل غضبا من هتافات تنال من زعمائها السياسيين، غير أن أحداث عنف الثلاثاء كانت ذات طبيعة طائفية واضحة.
وفي مدينة صيدا جنوبي لبنان، ذكرت قنوات تلفزيونية أن مجموعات من الشبان الملثمين اقتحمت ميدانا رئيسيا وأشعلت النيران في عدد من الخيام التي أقامها المتظاهرون المعتصمون بالموقع منذ أسابيع.
وتفجرت الاحتجاجات غضبا من نخبة سياسية أدارت البلاد خلال عقود من الفساد وقادتها صوب أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ الحرب الأهلية، التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.