أطلق الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، حملته الدعائية العالمية التي تحتوي على «فيديو مرئي»، يُعرض على شاشات عملاقة في كبرى الميادين بعددٍ من أبرز المدن العالمية، وذلك بالتزامن مع قرب انطلاق «رالي داكار السعودية 2020»، الذي تستضيفه أراضي المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 5 - 17 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وتشمل قائمة المدن التي ستشارك في الحملة الدعائية كلاً من باريس وميلان ومدريد ودبي، إذ سيعرض الفيديو في أشهر المواقع العالمية مثل «تايمز سكوير» بنيويورك و«ليستر سكوير» في لندن و«برج خليفة» بدبي، وسيحتوي على لقطات تحكي قصة المملكة، كما يزين الفيديو العاصمة السعودية الرياض ومدينتي جدة والدمام.
من جانبه، قال الأمير خالد بن سلطان الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، «مع اقتراب انطلاق (رالي داكار السعودية 2020) أردنا من خلال تدشين هذه الحملة أن نقدم للعالم لمحة بسيطة عن الجمال الأخاذ للطبيعة في المملكة العربية السعودية، وأن نرسم لوحة واضحة لما سينتظر أبطال هذه الرياضة من تحديات عالمية في بلادنا، ستكون مغامرة لا مثيل لها لمئات السائقين المشاركين، ولا يسعنا الانتظار لإعلان الانطلاق».
كان الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية قد أعلن قبل أيام في مؤتمرٍ صحافي موسّع عن مشاركة عدد من السائقين السعوديين في «رالي داكار السعودية 2020»، الذين سيخوضون تحدي «داكار» للمرة الأولى في مسيرتهم برياضة المحركات، وذلك من خلال تغطية رسوم مشاركتهم في السباق.
ويمتد «رالي داكار السعودية 2020» على مسافة أكثر من 7500 كيلومتر من صحراء المملكة الواسعة، حيث ينطلق من جدة قبل أن يتحرك نحو الشمال عبر مشروع البحر الأحمر ومدينة نيوم المستقبلية، ثم المرور على حائل في الطريق الذي ينحدر صوب الرياض، ثم يتجه الرالي بعد ذلك نحو الغرب في وسط صحراء المملكة، قبل العودة إلى الخلف والمضي باتجاه الشرق إلى محافظة الأحساء ودخول منطقة الربع الخالي التي تسبق الوصول إلى خط النهاية في منطقة القدية.
الجدير بالذكر، أن الرالي سيشهد مشاركة أكثر من 550 متسابقاً من 62 دولة في 6 قارات حول العالم، كما يتنوع السباق بين 5 فئات للمركبات المشاركة، وهي السيارات والدراجات النارية والدراجات الرباعية، إضافة إلى الشاحنات و«سايد باي سايد».
يذكر أن «رالي داكار» انطلق عام 1979 من العاصمة الفرنسية باتجاه داكار عاصمة السنغال، قبل أن ينتقل في عام 2009 إلى أميركا الجنوبية، ليحل ضيفاً على تشيلي والأرجنتين حتى عام 2019، قبل أن يكتب «رالي داكار» فصلاً جديداً عندما يحل ضيفاً على المملكة العربية السعودية.
وانطلق السباق فعلياً في عام 1978، وبدأ من باريس حتى مدينة داكار عاصمة السنغال، وللسباق مسار مختلف في كل عام، لكنه دائماً ما ينتهي في العاصمة السنغالية.
وفي عام 2008 كان مسار السباق يمر عبر الجزائر ثم المغرب، فألغي السباق بسبب التهديدات من قبل بعض الجماعات المتشددة، ومقتل عدد من السياح الفرنسيين في موريتانيا قبيل انطلاقة نسخة 2008، وتقرر نقله إلى أميركا الجنوبية، وهي المرة الأولى التي يجري فيها السباق خارج أوروبا وأفريقيا، واستمر بين عامي 2009 و2018 في القارة الأميركية الجنوبية، في كل من الأرجنتين، وتشيلي، والبيرو، وبوليفيا، كما كانت باراغواي محطة مختصرة له.
وواجه تنظيم الرالي في القارة الجنوبية تعقيدات كثيرة، بسبب سياسة التقشف التي اتبعتها الكثير من حكومات هذه الدول والقيود الجوية، وأقيم «رالي دكار 2019» في دولة واحدة هي البيرو بعد قرار بوليفيا وتشيلي الانسحاب، وتضمن 10 مراحل خاصة مقابل 14 للنسخة السابقة التي أقيمت في كل من الأرجنتين وبوليفيا والبيرو.
وجاء مسار السباق ما بين باريس العاصمة الفرنسية، وينتهي بداكار العاصمة السنغالية، ولكن حصلت تغييرات في محطات الانطلاق والنهاية على مدى تاريخ هذا السباق، حيث كان يطلق عليه في بداية الأمر «رالي باريس داكار»، وظلت نقطة البداية والنهاية لمدة 10 سنوات ما بين باريس وداكار، قبل أن تكسر مدينة غرناطة الإسبانية الاحتكار الفرنسي، وتكون نقطة لانطلاق السباق، وفي عام 2000 كانت نقطة البداية من داكار على خلاف العادة منذ بداية مسابقات الرالي، وكانت القاهرة العاصمة المصرية نقطة النهاية، كأول عاصمة عربية تكون طرفاً في بداية ونهاية السباق، ويتوج الفائزون على أراضيها.