روت الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة هلا التويجري قصة فتاة يتيمة غيّرت طريقة تعاملها مع الناس، وذلك عندما كانت وكيلة لقسم اللغة الانجليزية، وكان لديها طالبة لطيفة كانت تدرسها أحد المقررات .
وأوضحت أن الطالبة اعتادت على التردد على مكاتب هيئة التدريس وإدارة القسم وتمازحهم ويمازحونها، وكانت جيدة أكاديميا، وفي يوم من الأيام كان يوم اختبار ولم تحضر الطالبة، رغم أنها لم تكن تغيب، فسألت التويجري عنها فلم تجد إجابة، وبالمثل بعد أسبوع لم تجد إجابة، ثم علمت أنها توفيت في حـادث سيارة.
وأضافت، في مقابلة مع برنامج "اللقاء" على قناة "إم بي سي"، أنها طلبت معلومات الطالبة من الكلية وعنوان منزلها، وذهبت لتقديم واجب العزاء، فاكتشفت أن تلك الفتاة يتيمة وأن الأسرة التي تعيش معها هي أسرة قامت بتبنيها لرعايتها، فدخلت عليهم وهي لا تعرف ذلك الأمر، ما جعلها تلوم نفسها لوما شديدا.
وقالت إنها سألت نفسها كيف تربطها بتلك الطالبة علاقة لمدة سنتين أو ثلاث سنوات دون أن تعرف شيئا عن ظروفها، فظروف الأسرة التي تبنتها صعبة، كيف لم تسأل عن حال الفتاة والتي ترددت على مكتبها 50 مرة، لم تسألها ولا مرة واحدة عن حياتها ولم تتكلم معها.
وبيّنت أنها تذكرت أن عيني الفتاة عندما كانت تنظر إليهما كانتا كما لو أنها تريد أن تقول شيئا؛ تريد "من تكون أمها"، ومن وقتها بدأت الجامعة في إنشاء الإشراف الاجتماعي، وأكدت التويجري أنها عرفت أن دور هيئة التدريس في الأساس هو دور إنساني، وأن الطالب ليس مجرد رقم، بل إنسان.