ظهرت أسماء الأخرس، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، السبت، لأول مرة بعد جدل كبير أحدثته تصريحات رامي مخلوف ابن خال الأسد، ورجل الأعمال المعاقب دوليا، لفساده.

وكانت تصريحات مخلوف تشير ضمنياً، إلى زوجة الأسد، باعتبارها تمثّل الفريق الاقتصادي المؤثر بقرارات رئيس النظام، خاصة وأنها مكلفة من قبله بما سمّي "مكافحة الفساد" التي طالت أكثر من شخص، كان أشهرهم مخلوف، وهو الذي كدس ثروة ضخمة بطريقة غير شرعية، مستفيدا من علاقته بالنظام وتسهيلاته وإبعاده عن أي مساءلة قانونية.

وظهرت أسماء الأسد، للحديث عن برنامج اقتصادي خاص بجرحى جيش النظام، مشيرة إلى إعادة تفعيله و"تصحيح" الأخطاء التي شابته، معتبرة الفيروس المستجد كورونا، زاد في معاناة جرحى النظام، كما قالت.

فجأة.. منحة مالية لجميع جرحى الأسد
وفي شكل مفاجئ، ورغم الأزمة الاقتصادية العنيفة التي يمر بها اقتصاد الأسد واعترفت بها أسماء في كلمتها، وعدت الأسد، بتقديم "منحة طارئة" لكل جرحى جيشه، في الأيام القادمة.

وكان رامي مخلوف رجل الأعمال الخاضع لعقوبات دولية لتورطه بالفساد، قد تحدث صراحة عن موضوع "فقراء" النظام، مطالباً بشار الأسد بتوزيع مبلغ مالي عليهم. هذا المبلغ المالي كان جزءا من حقوق الخزينة السورية على شركتي مخلوف للاتصالات، سيرتيل، وMTN.

كما ظهر مخلوف مرتين، في الثلاثين من الشهر الماضي، والثالث من الجاري، في فيدوهين أسهب فيهما في الحديث عن ما سماه الظلم اللاحق به من طرف مؤسسات النظام التي اعتقلت عددا من موظفيه الكبار بحسب كلامه، قائلا للأسد إنه لا يثق بجميع المحيطين به، ملمحا إلى إمكانية لجوئه للقضاء لعدم دفع المبالغ التي طالبته الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، بدفعها، وبلغت 230 مليار ليرة سورية.

رامي مخلوف وأسماء الأسد
واختفى مخلوف، عن الظهور، مجددا، ثم عاد وكتب منشوراً في العاشر من الشهر الجاري، على صفحته الفيسبوكية التي كانت أصلا باسم ماهر الأسد، شقيق بشار، يقول فيه إن الظلم الذي لحق "بالعباد" يفوق طاقتهم، قاصدا نفسه، ومكررا كلمة "أسماء" عدة مرات في نص قصير، ما فسّره البعض، بأنه تلميح ضمني منه لأسماء الأخرس، زوجة رئيس النظام.

وأقرت أسماء الأسد بحقيقة الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام، ووصفته بالصعب. إلا أنها فاجأت الجميع بتقديمها منحة مالية طارئة "لجميع جرحى" جيش النظام. وهو أمر سعى إليه رامي مخلوف، ابن خال الأسد، في ظهوريه المصورين، عندما حدّث الأسد عن "الفقراء" وأن مؤسساته المالية عملت على دعمهم مالياً، وطالب الأسد بتوزيع مبلغ كبير من المال عليهم.

وبحسب تقارير إعلامية ومحللين، فإن الأسد الرازح تحت ضغط أزمة اقتصادية خانقة، يسعى لوضع يده على أموال عدد من رجال الأعمال الداعمين للنظام، من خلال صلاحيات مفتوحة منحت لـ"حملة مكافحة الفساد" التي تشرف عليها، زوجة رئيس النظام، أسماء.

ورامي مخلوف ابن خال الأسد، رجل أعمال معاقب دوليا منذ عام 2008، وأصوله المالية مجمدة في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وسويسرا، لتورطه بالإثراء غير المشروع، كدّس من خلاله ثروة ضخمة ضخّها في استثمارات عديدة، كقطاع الاتصالات والتطوير العقاري والمؤسسات المالية والصناعات الغذائية، وغيرها.