دعت جامعة الدول العربية إلى وضع خطة عاجلة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا على الأمن الغذائي في المنطقة العربية، مشددة على أهمية دراسة احتياجات ومتطلبات مرحلة ما بعد الجائحة لتعزيز وتوفير الأمن الغذائي العربي والتعامل مع أي حدث طارئ في هذا القطاع مستقبلًا.
جاء ذلك خلال توصيات ندوة العمل الافتراضية التي عقدتها إدارة المنظمات والمجتمع المدني بالجامعة العربية حول "تداعيات أزمة كورونا على الأمن الغذائي العربي"، بمشاركة المنظمة العربية للتنمية الزراعية، والاتحاد العربي للصناعات الغذائية، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا"، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو".
وأكدت الندوة أهمية إنشاء صندوق عربي للأزمات للمساعدة في مواجهة الأعباء المترتبة على هذه أزمة كورونا، وأهمية إنشاء البرنامج العربي للغذاء لمساعدة ضحايا الكوارث والأزمات الغذائية الطارئة وخاصة في الدول العربية الأكثر تضررًا، مطالبة بتعزيز شبكات الأمن الغذائي والاحتياجات من السلع الغذائية الأساسية.
وشددت على ضرورة تطوير وتعزيز التجارة البينية العربية للسلع الزراعية لتقليل الاستيراد من الخارج، وتعزيز التعاون بين الدول العربية المُصدّرة للغذاء، وبلورة آليات مبتكرة لتقديم نموذج مبسط للعمل التكاملي العربي في مجال الأمن الغذائي العربي، داعية إلى إنشاء منصة عربية لطلبات وعروض المنتجات الزراعية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، وحث القطاع الخاص على الاستثمار المباشر في المشاريع في القطاع الزراعي.
وطالبت الندوة بتطوير التشريعات في المجال الزراعي لضمان توفير المدخلات واستجلاب التقنيات الحديثة، وعمل التسهيلات اللازمة لضخ المزيد من الاستثمارات العربية للمشاريع الزراعية التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، والاستفادة من مزايا منطقة التجارة الحرة العربية لإقامة المشاريع الزراعية المشتركة التي تهدف إلى تصدير السلع الغذائية فيما بين الدول العربية.
ونوّهت الندوة إلى أهمية تحسين مناخ الاستثمار الزراعي في الدول العربية لتحفيز رأس المال العربي على الاستثمار في القطاع الزراعي في الدول العربية، وأهمية تبني مجموعة من السياسات التجارية للعمل على ترقية التجارة البينية العربية للسلع الغذائية.
ودعت لتبسيط إجراءات استيراد الغذاء سواء على مستوى تخفيف القيود الادارية والجمركية وتسهيل التحويلات المصرفية ومراقبة الأسواق ووضع سقف سعري للسلع الغذائية الرئيسية لحماية الطبقات الهشة والتأكد من وصول الغذاء لها.
وأوصت بضرورة تبني برامج خاصة لدعم القطاع الزراعي وخاصة صغار المنتجين بما يمكنهم من تجاوز أزمة كورونا وآثارها السلبية، وضرورة تنفيذ برامج ارشادية لمواجهة هدر الغذاء، وتنفيذ برامج لتعزيز قدرات المرأة الريفية العربية وترقية دورها في إنتاج وتحويل وتسويق الغذاء.
وركّزت الندوة على ضرورة تطوير الإنتاج الزراعي العربي والتحول إلى الإنتاج الحديث بدلاً من الإنتاج التقليدي وذلك بإدخال الوسائل التقنية الحديثة وخاصة الزراعة الذكية، وضرورة إيلاء الدراسات والبحث العلمي التقني في مختلف المجالات وخاصة القطاع الزراعي مزيدًا من الاهتمام، وضرورة الاستفادة من مخرجات البحوث والدراسات العلمية لتحسين وتوفير وزيادة إنتاج المنتجات الزراعية الأساسية.
وحثت الحكومات في الدول العربية على تنفيذ مشاريع البني التحتية التي تخدم القطاع الزراعي وتوفير مناخ استثماري جاذب للاستثمارات في هذا القطاع، وتنفيذ مشروعات زراعية عربية مشتركة، مناشدة جميع مؤسسات العمل العربي المشترك لدعم القطاع الزراعي لكونه محرك لجميع القطاعات الاقتصادية.
وشددت الجامعة العربية في ندوتها على أهمية تعاون الدول العربية في إنشاء نظام التبادل المعرفة الإلكتروني والابتكارات الزراعية بهدف تسهيل التعاون والتعامل في مثل هذه الأزمات وتطوير أداء القطاع الزراعي.
وفي سياق متصل أوضح مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بالجامعة العربية محمد خير عبد القادر في تصريح له اليوم أن هذه التوصيات سيتم رفعها إلى الاجتماع المقبل للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري للنظر في اعتمادها.
وأضاف أنه سيتم تنظيم ندوتين خلال الشهر الجاري، الندوة الأولى يوم 20 يونيو الجاري بعنوان "التمويل ودور المؤسسات والمنظمات في مواجهة تداعيات أزمة كورونا وتأثيراتها على القطاعات العامة في المنطقة العربية"، والندوة الثانية يوم 24 يونيو الجاري بعنوان "تأثيرات وتداعيات أزمة كورونا على سوق العمل وارتفاع معدلات البطالة والفقر في المنطقة العربية".
وأفاد عبد القادر بأن القطاع الاقتصادي بالجامعة العربية سيعقد 13 اجتماعًا لبحث تأثيرات أزمة كورونا على مختلف القطاعات الاقتصادية العربية سواء في مجال النقل والسياحة وغيرها من القطاعات خلال الفترة المقبلة.