في أغلب الأحيان، يخلط الناس بين الحزن والاكتئاب، وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بين الحالتين، إلا أن كثيرين يعتبرونهما واحدا.
الجدير ذكره أن خيطاً رفيعاً يفصل بينهما، فالحزن جزء أساسي من الاكتئاب، وهذا الخيط يساعد على فهم الاختلاف البسيط ويعطي طريقة لعلاج صحيح.
ووفقا لما نشره موقع Boldsky الأميركي، غالباً ما يعتقد المصابون بالحزن أنهم مكتئبون، بينما يتجاهل المصابون بالاكتئاب الأعراض التي تنتابهم ويعتقدون أنهم يشعرون بالحزن فقط.
ما هو الحزن؟
عاطفة أو طبيعة بشرية أساسية ترتبط وتعتمد على المواقف، فمثلاً يشعر الإنسان بالحزن عندما يفشل في الامتحانات، أو لوفاة شخص قريب منه، أو خسارة وظيفته، أو صفقة تجارية، أو عندما يواجه بعض النزاعات.
الشعور بخيبة الأمل أو تغير المزاج هي الأساس في مثل تلك المواقف المذكورة، وأخرى لا سبيل لحصرها، حيث يؤثر الشعور بالحزن على الشخص لفترة من الوقت ثم يعود لحياته الطبيعية.
واللافت أن الإنسان يمر بحالة حزن ولو قصيرة جداً بشكل يومي تقريباً، وتزول تلك العاطفة عندما يبكي الإنسان أو يتحدث مع الآخرين.
ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن الحزن يتلاشى مع الوقت، علاوة على أنه لا يتسبب بظهور أعراض أخرى مثل اليأس مثلاً.
أما الاكتئاب!
هو نوع من الأمراض العقلية، على عكس الحزن الذي سبق تعريفه بأنه عاطفة أو رد فعل بشري طبيعي. لا يدرك الكثير من الناس أنهم مصابون بالاكتئاب حتى يتغلب عليهم الشعور تماماً.
يستمر الاكتئاب لفترة أطول ويؤثر على حياة الشخص اليومية، لأنه لا يأتي فقط مع الحزن المستمر، وإنما يترافق معه أيضاً علامات أخرى مثل نقص الدوافع، وتغير أنماط الأكل، ومشاكل النوم، والإثارة والتهيج، وفقدان الوزن، وصعوبة اتخاذ القرار، وفقدان الحماس، وفقدان الاهتمام بالأشياء والموضوعات، والصداع، والشعور بالتعب الشديد، وتلاشي الشعور بقيمة الأشياء والموضوعات والأشخاص، بالإضافة إلى مشاكل التركيز، وحتى مرحلة التفكير في الانتحار.
وحالة الاكتئاب لا تأتي فقط مع لحظات حزينة مثل وفاة الأحباء، أو الأزمات المالية، أو مشاكل العلاقات الاجتماعية، ولكنها تلازم المصاب بها في كل وقت وموقف.
كما يفقد معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب سيطرتهم على مشاعرهم وعواطفهم، وحتى بعد البكاء والتحدث إلى أحبائهم، فإنهم يبذلون جهودا مضنية للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
تشخيص المرض
تعرف الإصابة بالاكتئاب بواسطة الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-IV، والذي يتضمن مجموعة قياسية من المعايير التي يستخدمها الأطباء المتخصصون لتشخيص الاضطراب العقلي.
ووفقًا للخبراء، فإذا كان الشخص حزيناً لأكثر من أسبوعين، فإنها تعد علامة على وجود اضطراب اكتئابي ويجب على الشخص استشارة طبيب للحصول على المشورة أو الأدوية.
إلى الطبيب فوراً
إن الحزن هو حالة شعورية مجردة، بينما الاكتئاب هو حالة مرضية تصل إلى مراحل معقدة ما لم يتم علاجها.
إلى ذلك، فإنه يمكن للمرء أن يعاني من الحزن بشأن شخص أو شيء ما، ولكن لا يمكن التغاضي أو إغفال أي مؤشرات أو علامات على الاكتئاب.
ويوصي الخبراء بسرعة العرض على طبيب متخصص للحصول على العلاج المبكر والخروج من تلك المشكلة سريعا لتحسين جودة الحياة.