يوافق اليوم الذكرى الـ52 لوفاة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، ثاني ملوك المملكة العربية السعودية والحاكم الـ15 من أسرة آل سعود.

ويمتلك الملك سعود تاريخيًا العديد من المحطات المهمة، والتي شكَّلت معالم رئيسية في حياته وتاريخ المملكة بوجه عام.

نشأته

وُلد الملك سعود في منطقة سكة عنزة بالمدينة القديمة بالكويت، في الثالث من شوال 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م، وهو العام الذي وافق استعادة الملك عبدالعزيز الرياض من حكم آل رشيد.

وقطن مع والديه وإخوته وجده الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وتأثر الملك سعود بجده وجدته، حيث كانت الأخيرة تعامله برفقة أخيه الكبير تركي الأول منذ الطفولة المبكرة كرجلين.

وبعد استقرار الأحوال في الرياض، طلب المؤسس من والده وعائلته الحضور إليها، وهو ما أسهم في نشأة الملك سعود برفقة إخوته، وأوكلت مهام تعليمه إلى الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن مفيريج، ليحفظه القرآن ويفقهه بأمور الدين، إلا أنه انقطع عن الدراسة لمدة 4 سنوات لإصابته بالجدري.

العمل بالسياسة

كانت بداية الملك سعود في الحياة السياسية من خلال حضور مجالس جده، ثم أسند المؤسس له مهام ذات بعد عسكري عندما اشتد عوده، ثم أوكل له مهام دبلوماسية خارج الدولة.

وتمثلت أولى مهامه السياسية السفر إلى قطر عام 1915 لقيادة وفد باسم والده لمعالجة بعض المشكلات المتعلقة بأطراف معركة كنزان ولبدء صفحة جديدة من العلاقات بين السعودية وقطر، وهو ما نجح فيه سعود.

وبعد نجاحه في المهمة، أصبح الأمير سعود مشاركًا ومطلعًا على التطورات التي شهدتها هذه الفترة، حيث شارك في عدد من المعارك مثل جراب، ثم تحرك برفقة والده للمشاركة في معركة ياطب 1918.

ضم حائل

بعث الملك عبدالعزيز ابنه سعود على رأس قوة كبيرة إلى جنوب جبل آجا في حائل، وقام بالهجوم على آل الرشيد، ليعود بعد سلسلة من المعارك إلى الرياض عام 1919.

ولاية العهد

استقر المؤسس على أن تكون ولاية العهد للأمير سعود، وذلك بعد أن استوفى كافة الأوصاف الشرعية، بالإضافة إلى دوره القيادي في عدد من المحطات التاريخية في تلك الحقبة، ليتم الإقرار الرسمي ونشر ذلك في صحيفة أم القرى في 25 مايو 1933.

خاض الأمير سعود في هذه الفترة العديد من الجولات الدبلوماسية في أوروبا، حيث شجعه المؤسس على السفر إلى إيطاليا وفرنسا وإنجلترا، بالإضافة إلى رحلة للعالم العربي، شملت الإسكندرية والقدس وشرق الأردن، ليكون بذلك أول أمير سعودي يذهب إلى القدس.

وأسس سعود للعديد من التحالفات الأخوية، أبرزها تحالف مع العراق عام 1936، ثم معاهدة مع مصر، اعترفت على إثرها القاهرة رسميًا بالمملكة العربية السعودية.

إسهامات حضارية

كان للملك سعود العديد من الإسهامات الحضارية، أبرزها توسعة المسجد الحرام وعمارته، كما أسس هيئة عليا للإشراف على توسعة المسجد برئاسة ولي العهد حينها الأمير فيصل بن عبدالعزيز، وتأسيس عدد من المستشفيات بمناطق مختلفة لمكافحة الملاريا، وتأسيس البنك الزراعي لمساعدة المزارعين.