يعتبر موقع "آبار حمى" الأثري بمنطقة نجران، أحد المواقع الأثرية التاريخية التي تميزت بها المنطقة، حيث يضم العديد من الآبار التي يصل عمرها إلى أكثر من 3 آلاف سنة، إلى جانب آثار ونقوش قديمة على الصخور.
تقع الآبار على بعد نحو 130 كيلومترًا شمال نجران، وكانت من أهم محطات القوافل التي تعبر المنطقة في طريقها من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها.
ويضم الموقع حالياً 6 آبار (الحماطة، وسقيا، والجناح، وأم نخلة، والقراين، والحبيسة)، وتحيط بها الجبال والكهوف الكثيرة، ومنها جبل "صيدح" وجبل "حمى" وموقع "عان جمل" و"شسعا" و"الكوكب"، وهي مليئة بالرسوم والنقوش على الصخور.
ومثّلت هذه النقوش أول محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية القديمة، حيث كان الذين يرتادون هذا الطريق ضمن القوافل التجارية؛ يسجلون ذكرياتهم من خلال رسومهم بالخطين الثمودي والمسند الجنوبي، وذلك على امتداد الطريق وحول مصبات المياه والكهوف وفي سفوح الجبال عند آبار حمى.
ويوجد حول الموقع أيضاً أكثر من 34 معلماً وموقعاً أثرياً ما بين مساكن بدائية وإنشاءات أثرية، ولا تزال تلك الآبار منذ القدم وحتى يومنا هذا مليئة بالمياه العذبة الصالحة للشرب.
ونفذت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (وزارة السياحة حاليًا) العديد من أعمال البحث والتوثيق لهذه المواقع، بالإضافة إلى أعمال التهيئة قرب موقع آبار حمى، وتم تصميم برامج متخصصة لاستقبال الزوار والباحثين، وتعيين حراسة لتلك المواقع.