إطلالة ساحرة على ساحل البحر الأحمر احتوتها ينبع التاريخية على آثار تراثية باقية، تشهد على عبور حضارات وشعوب وقبائل وأحداث صاخبة؛ إذ يقُدِر عمرها بنحو 2500 عام، وتتميز ينبع بمبانٍ أثرية ومهرجانات وفعاليات موسمية، جعلتها وجهة استثنائية للاكتشاف والترفيه، يقصدها الزوار والسياح والمهتمون بجمال وعبق الماضي.

وتقبع ينبع البحر على الطرف الجنوبي من محافظة ينبع، على مساحة تقدر بـ45 ألف متر مربع، وتضم مباني تراثية يبلغ عددها نحو 100 مبنى، منها المساجد والأسواق الشعبية المتنوعة.

ويمثل حي "الصور" الشعبي في ينبع التاريخية المركز التجاري بما فيه من منازل قديمة كانت مساكن لتجار ينبع، ثم أصبحت وجهة لرجال الأعمال والتجارة، وأكثر ما يميز مباني "الصور" تصميمها وطريقة بنائها المستمدة من الطبيعة الساحلية، فقد شيدت من الحجر البحري "المنقبي"، ومن جذوع النخل، وخشب الأثل، والجاوي، والتك، والمورنت، وزُينت بمشربيات وأبواب خشبية نقشت عليها بالحفر آيات قرآنية، ومنها؛ بيوت الخطيب، وجبرتي، وبابطين، والشامي.

وبإمكانك أخذ جولة بأسواق ينبع التاريخية والتبضع باستمتاع ولتبدأ بـ"أسواق شارع الحنان" الشهير، أحد أهم الشوارع التجارية، ومعلم سياحي بالمدينة، كانت تباع فيه المستلزمات النسائية فقط، ثم توسع بمجموعة متنوعة من البضائع كملبوسات الأطفال، والأقمشة، والمصنوعات الجلدية من حقائب وأحذية، والخردوات، والمكسرات الطازجة.

وعلى مقربة منه سيصادفك "سوق الليل" الشعبي، من أقدم الأسواق الأثرية، ويقدر تاريخه بخمسة قرون؛ أي منذ بناء ميناء ينبع، وكان يمثل الوجهة الرئيسة للتجار وأصحاب القوافل التجارية لعرض بضائعهم، ويرجع السبب في تسميته بـ"الليل"؛ لأن البيع والشراء فيه سابقاً كان بفترة الليل، أما الآن فتباع فيه بضائع ومنتجات متنوعة على مدار اليوم.

وليس بعيدًا عنه "سوق الديرة"، المتميز ببيع المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية كافة، إلى جانب الأكشاك والمتاجر الحديثة التي تبيع سلعًا أخرى.