اكتشف علماء أن أسماك القرش تستخدم المجال المغناطيسي للأرض كنظام طبيعي لتحديد المواقع (تماماً كنظام الـ"جي. بي. إس" GPS) من أجل التنقل في رحلات تأخذها لمسافات طويلة عبر محيطات العالم.
وقال الباحثون إن تجاربهم المعملية البحرية على أنواع صغيرة من أسماك القرش تؤكد التكهنات طويلة الأمد بأن أسماك القرش تستخدم "المجالات المغناطيسية للأرض" كمساعدات على الملاحة، وهو السلوك الذي لوحظ في حيوانات بحرية أخرى كالسلاحف البحرية.
وقال برايان كيلر، الخبير في مجال البحار وأحد مؤلفي الدراسة، إن الدراسة، التي نُشرت هذا الشهر في مجلة "كارنت بيولوجي" العلمية، تلقي الضوء أيضاً على سبب قدرة أسماك القرش على اجتياز البحار، والعثور على طريق للعودة من أجل الغذاء والتكاثر والولادة.
وأضاف: "نعلم أن أسماك القرش تستطيع التعامل مع المجال المغناطيسي، لكن لم نكن نعلم أنها تستخدمه كمساعد في الملاحة. هناك أسماك قرش تستطيع السفر 20 ألف كيلومتر، وينتهي بها المطاف في المكان نفسه".
وأثار سؤال متعلق بكيفية قيام أسماك القرش بعمليات هجرة لمسافات طويلة اهتمام الباحثين لسنوات. وتقوم أسماك القرش برحلاتها في المحيط المفتوح، حيث تواجه بعض العقبات المادية كالشعاب المرجانية.
بحثاً عن إجابات، قرر علماء في جامعة فلوريدا دراسة أسماك قرش الـ"بونيثيد" التي تعيش على السواحل الأميركية وتعود إلى نفس مصبات الأنهار كل عام.
وعرّض الباحثون 20 سمكة قرش لظروف مغناطيسية تحاكي مواقع على بعد مئات الكيلومترات من المكان الذي تم صيدها فيه قبالة فلوريدا.
ووجد العلماء أن أسماك القرش بدأت تسبح شمالاً عندما جعلتها الإشارات المغناطيسية تعتقد أنها تقع في جنوب المكان الذي ينبغي أن تكون فيه.
من جهته، قال روبرت أوتر، كبير علماء مختبر "موت مارين لابورتري آند أكواريوم" الذي لم يشارك في الدراسة، إن هذه النتائج والاستنتاجات "مقنعة".