دعت دراسات إلى تقليل ساعات العمل اليومي إلى خمس فقط، وأكدت أن ذلك سيساهم في تحسين إنتاجية الموظف، فيما أشارت إلى أن الزيادة في كثافة الساعات تؤدي إلى مزيد من التوتر.

وظل يوم العمل المكون من 8 ساعات هو المعيار منذ أكثر من قرن، لكن استطلاعات الرأي الحديثة تشير إلى أن معظم الناس ينتجون حقا لمدة 3 ساعات فقط كل يوم، وهو ما أدى إلى ظهور دعوات لتقليص يوم العمل إلى خمس أو ست ساعات، إذ يرى مؤيدو هذا القرار إنه سيزيد من رفاهية الموظف والإنتاجية في نهاية المطاف.

ووجد استطلاع أجري في عام 2019 على ما يقرب من 2000 موظف مكتب في بريطانيا، أن أنشطة الموظفين الاعتيادية خلال يوم العمل عندما لا ينتجون تتنوع ما بين التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي، وقراءة المواقع الإخبارية، والحديث عن "أنشطة خارج العمل" مع زملاء العمل، وإعداد المشروبات الساخنة، والحصول على راحة للتدخين، والبحث عن وظيفة جديدة.

وأشار مقال في مجلة "Wired" البريطانية أن تقليل ساعات العمل إلى 5 بدلا من 6 هو أمر مثالي، وأطلقت على هذا الجدول الزمني اسم "العمل المضغوط".

وقال مستشار الإنتاجية، أليكس بانغ، للمجلة: "تشير الأبحاث إلى أن خمس ساعات هي أقصى حد يمكن لمعظمنا التركيز عليه بشدة في شيء ما، هناك فترات يمكنك فيها تجاوز ذلك، ولكن الحقيقة هي أن معظمنا لديه نحو ذلك المقدار من وقت العمل الجيد كل يوم".

وتابع أن "يوم العمل المكون من 8 ساعات هو من مخلفات العصر الصناعي، ونشأ بصورة جزئية لأنه صنع شعارا سريعا لحقوق العمال: "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات ترفيه، ثماني ساعات راحة".

في المقابل، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن عددا قليلا من الشركات جربت ساعات عمل أقصر في السنوات الأخيرة، ولكن كانت النتائج متفاوتة، إذ ارتفعت الإنتاجية بالنسبة لللبعض، بينما حدث العكس لآخرين.

ويعتقد أحد الرؤساء التنفيذيين أن "ثقافة الفريق" والعلاقات مع المكتب تلقت ضربة قوية. فكرت تلك الشركة في حظر عوامل التشتيت مثل الهواتف المحمولة الشخصية للحصول على الإنتاجية الكاملة من يوم عمل مدته 5 ساعات.

ولفتت مجلة "Wired" إلى أن سياسة العمل من المنزل في ظل جائحة فيروس "كورونا" المستجد وفرت للموظفين "المرونة لتناسب حياتهم الشخصية مع التزامات عملهم، لكن هذا يعني أيضا أن العنصر الأساسي الذي يجعل الخمس ساعات عمل ناجحة (فترة صلبة من التركيز المستمر) أصعب في تحقيقه"، بحسب رأيها.