في السابع من يوليو عام 1946، ولد واحد ممن كتب لهم أن يكونوا مبدعين بالأداء والفرشاة، لعائلة الحماد التي يعمل الأب فيها بالبناء، والمقيمة حينها بـ "الزلفي"، وهو عبد العزيز الحماد.

في عمر الخمس سنوات، توفي الوالد، وإثر ذلك تنقلت العائلة في عدة مدن قبل أن تستقر في الرياض.

الفن التشكيلي والمسرح

تخرج الحماد في معهد إعداد المعلمين، وهو يبلغ من العمر 18 عامًا تقريبًا، أي عام 1962.

عمل بالتدريس فور تخرجه، وبعد عام من هذا التاريخ افتُتح معهد التربية الفنية، فكان بين أول 18 طالبًا درسوا فيه، ليفاجأ بأن أستاذ الابتدائية عصمت المصري، والذي انتبه مبكرًا لموهبته الفنية، يعمل مدرسًا بالمعهد.

وأصبحت دفعة الحماد أولى الدفعات التي تخرجت عام 1967م في المعهد، ولم يكن طموح الشاب ليهدأ ويقنع بالخطوتين، فانتقل بعدها إلى دراسة المسرح في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا اكتملت ثلاثية المعلم والفنان التشكيلي والممثل.

كان ممن رافقوه رحلة دراسة المسرح، الممثل محمد الطويان، ومعه قدم مسرحيته الأولى، وكان الطويان ممن شهدوا عام 1968 اشتراكه في عمل تليفزيوني من تأليفه وإخراج سعد الفريح، وهو مسلسل الوجه الآخر.

رحلة نجاحات

ومنذ ذلك التاريخ ورحلة النجاحات متتالية، فشارك عام 1969، في المسلسل التونسي عمارة العجائب، ودخل إلى عالم الإذاعة الساحر بمسلسل من كتابته وهو "سواليف الناس"، الذي استمر طوال 1500 حلقة أخرجها بنفسه.

منذ أواخر الستينيات والرجل لا ينقطع عن التمثيل الإذاعي والتليفزيوني، في "الوهم، وشقة الحرية، وأساطير شعبية، وأيام لا تُنسى، وطاش ما طاش وغيرها"، وعرفت المنطقة الشرقية معرضه التشكيلي الأول، ثم الرياض المعرض الثاني، الذي كان بمثابة أمل فيما يقدم من فن.

الشريك الرائع

تشارك والإعلامية سلوى شاكر، أكثر من ثلاثين سنة في الحياة، أنجبا خلالها أربعة أبناء وابنتين، حتى أصبحا جدين، وهي الشريك الذي وصفه الحماد بالشريك الرائع، فيما تراه زوجته بأنه مرشد ومعلم، فهو من شجعها على العمل بالإعلام.

وفي عام 2005، رأى الحماد أن الفن يحتاج إلى تعزيز المكانة بالحديث عنه وتمثيله، فترشح في الانتخابات البلدية بالرياض، ومنذ ذلك التاريخ أخذ على عاتقه تطوير الدراما السعودية، بنقدها أولًا ليميز الخبيث من الطيب، مستفيدًا من تجربته الطويلة.

السرطان

كانت نقطة الإصابة بالسرطان، من نقاط التحول في حياته، إلا أنه تعايش مع السرطان كما تعايش مع التنقل ومحاولة البحث عن الذات وإثباتها فنيًا، إلا أنه وإن نجح في إثبات نفسه، فقد تراجع أمام السرطان الذي هزمه في عام 2010 بأحد المستشفيات الأمريكية، ليرحل وهو لم ينه عامه الـ 63 بعد.