أظهرت نتائج دراسة أجراها علماء جامعة كولومبيا الأمريكية، أن تلوث الهواء يمكن أن يؤثر سلبا في نفسية الأطفال، ما يؤدي إلى تدني درجاتهم في المدرسة.
وخضع لهذه الدراسة الطويلة 200 طفل ولدوا في نيويورك. بدأت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الحمل (في هذه الفترة الجنين معرض جدا لتأثير الوسط المحيط)، وأخذ الباحثون من امهاتهم عينات من الدم لتحليلها. وقاسوا مستوى الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) في دم الحوامل. هذه المادة هي مادة مسرطنة وتسبب التحورات ومن مؤشرات تلوث الهواء.
وبعد ذلك أجرى الباحثون اختبارين للأطفال في سن العاشرة لتقدير مستوى سيطرتهم المثبطة، (التحكم التثبيطي هو مصطلح نفسي يصف مكونًا مهمًا لتنظيم الطفل لسلوكه الذاتي. لأنه من الضروري أن يتعامل الطفل بنجاح مع ردود أفعاله الفورية وأن يتعلم التحكم فيها). وآخر في سن 13 لتقييم أدائهم في المدرسة.
وهذا يعني أن السيطرة المثبطة تصبح من أهم القدرات التي يحتاج الأطفال إلى تعلمها. لأنه من أجل البدء في عمل شيء ما بصورة صحيحة ، يجب عليه أولاً التوقف عن عمله بصورة خاطئة: "تثبيط" السلوك غير المرغوب فيه.
واتضح للباحثين، أن الأطفال الذين تعرضوا لتأثير (PAHs) وهم في رحم الأم كان أداؤهم اسوأ في اختبارات السيطرة المثبطة، ما أثّر سلبا في مستواهم الدراسي.
ويشير الباحثون، إلى أن على أولياء الأمور والمعلمين الذين يواجهون مثل هذه الحالات الانتباه إلى مستوى السيطرة المثبطة لدى هؤلاء الطلاب.
وإذا اتضح أن الطالب يعاني من مشكلات في التحكم بسلوكه الذاتي، فلن يساعد التكرار البسيط للمادة على فهمها واستيعابها. لذلك في هذه الحالة، يجب البدء في حل هذه المشكلة من خلال تطوير مهارات الطفل التنظيمية.