أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ سعود الشريم، المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، مبيناً أن من سنن الله على عباده أفراداً وجماعات، أن يريهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم، ويبتليهم بالمحن والإحن.
وقال الشريم في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام، إن من تلكم الابتلاءات، ما حل بعالمنا من هذه الجائحة الصحية، التي جرحت بمخالبها جسد العالم أجمع، فكان لها خلال عامين متتاليين انعكاسات سلبية في الصحة والاقتصاد والتعليم وسير الحياة العام، كما أنها أربكت العالم بأسره على ما فيه من قوة ومنعة وتمكين.
وأكد أنه يجب ألا نستخفّ بمتحوراتها المتجددة التي تباغت العالم حينا تلو آخر، بل يجب علينا أن نستصحب فيها التوكل على الله مع فعل الأسباب، إذ هما أسّان رئيسان في أبجديات مكافحتها، فإن التوكل على الله جل شأنه لا يحجب الأخذ بالأسباب المشروعة.
وأشار إلى أنه من أهم ما ترفع به تلكم الجائحة الجاثمة بعد الله تعالى فعل الأسباب تجاهها، وإن من أنجع الأسباب لذلكم الرفع فعل سبب التداوي بأخذ اللقاح المختص بها، كيف لا وقد أقره خبراء العالم المختصون، وتبنته المنظمات الصحية العالمية والمحلية، واعتمدته الدول والحكومات التي يتعذر أمامها التردد أو التشكيك فيها.
وأبان أن الانقياد وراء الشائعات يضر ولا ينفع، ويؤخر ولا يقدم، ويفرط منظومة الوعي فيتطاير خرزها، فإنه ما دخلت الشائعات في مجتمع إلا شانته، ولا نزعت منه إلا زانته، ولو لم يكن من أضرارها إلا التشكيك في الجهود والدراسات المعتمدة لكفى.
وأفاد بأن المجتمع يرى بوادر انحسار تلكم الجائحة باديةً على الأبواب إن مضى الناس على فعل ما يجب، وما علينا جميعاً إلا أن نكون يداً واحدة في تشييع تلكم الجائحة خارج واقعنا إلى غير رجعة بإذن الله، محذراً من الاغترار ببوادر انحسار الجائحة وقرب الوصول، من خلال إهمال الاحترازات المصاحبة.
وفي المدينة المنورة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة اليوم، عن فضل الذكر، موصياً فضيلته المسلمين بتقوى الله -عزّ وجلّ-.
وأوضح أن معنى ذكر الله سبحانه هو الثناء على الرب جل وعلا بالتهليل والتكبير والتحميد والتسبيح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وكثرة الاستغفار وكثرة الدعاء، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم من الذكر، مبيناً أن أفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم فهو المتضمن لجميع المحامد لرب العالمين وذكر النعم وتفصيل التشريع والحث على كل خير والتحذير من الشر.
وأبان أن هذا هو الذكر في خيراته وبركاته ومنافعه ونوره، وأما ثوابه فعليه من الثواب ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر، مؤكداً أن المسلم في هذا الزمان في أشد الحاجة إلى الذكر لما كثر من الفتن واعترى القلوب من الغفلة ولما أصيبت به البصائر من الشهوات والشبهات والأهواء، ولما كثر الاغترار بزخرف الدنيا وزينتها، وينبغي أن يقتني المسلم من كتب الأذكار ما يبصره وينفعه ويعمل به، ومن أنفع كتب الأذكار "تحفة الذاكرين" وغيره.