يُعتبر "بيت البيعة" أو "منزل البيعة" أحد أهم المعالم التاريخية والسياحية في محافظة الأحساء، فبين جدرانه توجه الأحسائيون ببيعة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في 28/ 5/ 1331هـ، ليكون شاهدا على مرحلة زمنية مؤثرة وبداية حقبة تاريخية ممتدة لأكثر من قرن من الزمان.
وتكمن أهمية "بيت البيعة" عندما زاره الملك عبدالعزيز وأقام فيه عند مجيئه لفتح الأحساء، حيث التقى آنذاك صاحب الدار وأحد أعيان الأحساء وقتها الشيخ عبداللطيف الملا، وبات ليلته في إحدى غرفه برفقة إخوته محمد وسعد وعبدالله.
موقعه وتصميمه
يقع "بيت البيعة" بمدينة الهفوف، وتحديدًا في حي الكوت، أحد أعرق أحياء الأحساء، والذي يشهد إقبالا من الزوار في المناسبات والاحتفالات الوطنية، لتميزه بتصاميمه القديمة وآثاره، حيث يُعد معلمًا حضاريًا وأثريًا ومقصدًا للسياح، يعكس الطراز المعماري القديم في تلك المنطقة.
ترميمه
وفي عام 2007، قررت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء ترميم البيت، وصنَّفته ضمن المتاحف المعتمدة والرسمية في منطقة الأحساء، ليصبح مقصداً للزائرين والسياح من داخل المنطقة وخارجها باعتباره يحكي قصة مبايعة أهالي الأحساء للملك المؤسِّس.
محتوى "بيت البيعة"
تُقدر مساحة المنزل بأكثر من 705 أمتار مربعة، وجرى بناؤه في العام 1203هـ، من قبل الشيخ عبدالرحمن بن عمر بن محمد الملا، الذي كان يشغل منصب قاضي الأحساء.
ويضم "منزل البيعة" العديد من الغرف والمقتنيات والأدوات والمخطوطات والمحتويات الأثرية التي تروي تفاصيل المرحلة التي جرى فيها بناؤه، وتعود بعض هذه المقتنيات إلى سنين طويلة.
وتكتسي جدران البيت باللون الأبيض ويتميز بنوافذه الخشبية، ويتكوَّن من طابقين، يضم الأول ساحة كبيرة للاستقبال تطل عليها شرفات داخلية للطابق الثاني، ومن الداخل توجد أماكن مخصصة للضيوف، إلى جانب متحف يحتوي على ملابس وأغراض شخصية، أما الطابق الثاني فيحتوي على مجموعة من الغرف، مخصص أغلبها للنوم والمعيشة، إضافة إلى صور تاريخية وأخرى إرشادية تؤرخ قصة البيت.