أعلن بهاء الحريري اليوم الجمعة دخوله الحياة السياسية اللبنانية قائلا إنه سيخوض معركة "استرداد الوطن" ويواصل مسيرة والده الراحل، وجاء ذلك بعد أيام من إعلان شقيقه سعد إنهاء دوره في الحياة العامة.
وفي كلمة مسجلة، قال بهاء (55 عاما) "سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري" الذي أسس أسرة الحريري بدعم من السعودية باعتبارها الطرف المهيمن في الطائفة السنية اللبنانية وذلك قبل اغتياله في عام 2005.
وقال بهاء، فيما بدا أنها إشارة إلى جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران والتي ينتقدها بشدة "بالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها".
وأنهى الإعلان الذي أصدره سعد الحريري دوره في الحياة السياسية الطائفية في لبنان قبل أربعة أشهر من الانتخابات النيابية الأمر الذي مثل إضافة إلى الغموض الذي تعيشه دولة تصارع أزمة مالية طاحنة.
وعزا سعد قراره إلى عوامل من بينها نفوذ إيران الذي قال إنه يمنع أي تغيير إيجابي في لبنان.
وبهاء، بحسب موقعه على الإنترنت، رجل أعمال يحمل الجنسية السعودية إلى جانب جنسيته اللبنانية، وتشمل مصالحه استثمارات عقارية في لبنان والأردن.
وقال بهاء في كلمته "ابن الشهيد رفيق الحريري ما بيترك لبنان، موجودين معكم وقريبا جدا (سأكون) بيناتكم".
وقال مستشاره الإعلامي جيري ماهر لرويترز إنه لن يرشح نفسه في الانتخابات وإنه، عوضا عن ذلك، سيساند قوائم انتخابية في أنحاء لبنان تحت شعار "سوا للبنان" وهي حركة أسسها ومولها بهدف الإصلاح.
* فراغ يصعب ملؤه
اختير سعد لتولي الدور السياسي لوالده في عام 2005 وشغل منصب رئيس الوزاء ثلاث مرات. واتسمت السنوات الأولى من عمله السياسي بالمواجهة مع جماعة حزب الله مما كان من شأنه اندلاع صراع لفترة وجيزة في عام 2008.
ولاحقا عقد سعد تسوية سياسية مع الجماعة قال إنها جنبت لبنان حربا أهلية. وضعفت أسهمه السياسية في السنوات الماضية بعد أن تخلت عنه السعودية وعن دور سياسي في لبنان تكلف مليارات الدولارات وأخفق في كبح جماح حزب الله.
وقال مهند حاج علي من مركز كارنيجي ميدل إيست "إنها (كلمة بهاء) إشارة إلى أنه لن يسمح بفراغ في السياسة السنية، وأنه يدخل ليرتدي العباءة".
وأضاف "من الصعب في نفس الوقت أن تراه يملأ الفراغ ما لم تكن هناك مساندة إقليمية وتمويل قوي وراءه. إذا كان مستعدا لإنفاق المال على المشهد السني ربما تكون أمامه فرصة".
وبهاء الحريري منتقد صريح وقوي لتسويات شقيقه مع جماعة حزب الله وحلفائها.
وقال سعد في إعلانه يوم الاثنين إن قراره استهدف تجنيب لبنان حربا أهلية، لكن القرار كلفه بحسب حاج علي مكانته السياسة و"ربما أشقاءه أيضا" في إشارة إلى التوتر بينه وبين بهاء.