فجر الخميس 24 فبراير 2022، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدء عملية عسكرية ضد أوكرانيا، العضوة السابقة في الاتحاد السوفييتي المنهار في التسعينيات.
وبدأت القوات الروسية عملية عسكرية شاملة، حسب ما أعلن الرئيس الأوكراني صباح يوم الخميس، وكانت البداية بسماع دوي 6 انفجارات ضخمة في مدينة خاركيف الأوكرانية، فيما سُمع دوي انفجارات أخرى في كييف، وفي هذا التقرير نستعرض إجابات لأبرز سؤالين متعلقين بالحرب الروسية الأوكرانية لماذا بدأت؟ وكيف تنتهي؟
لماذا بدأت الحرب الروسية الأوكرانية؟
حتى أواخر عام 1991، كانت أوكرانيا بين الجمهوريات التابعة للاتحاد السوفييتي، إلا أنه مع انهيار الاتحاد، أرادت العاصمة الروسية أن تحتفظ ببعض النفوذ على الدول المستقلة حديثًا، وكان مثال ذلك التحالف الوليد مع بيلاروسيا، وتأسيس رابطة الدول المستقلة "جي يو إس".
وفي ظل التحالفات، لم تقنع أوكرانيا بمحاولات إعادة الدمج الخفية، التي تحاول روسيا انتهاجها، وصارت بوصلتها تجاه الغرب، إلا أن هذا الموقف الذي كان رصده سهلًا برصد مواقف أوكرانيا، لم يكن ليزعج الدب الروسي في هذه الفترة، فالدب مشغول بخلية نحل موقعها الشيشان، بينما يعاني الاقتصاد الروسي بفعل الحرب وتفكك الاتحاد السوفييتي.
في عام 1997، أبدت روسيا تفهمًا، واعترفت رسميًا بحدود أوكرانيا التي تشمل شبه جزيرة القرم، إلا أن عام 2003، شهد أزمة أولى.
ظهرت بوادر الأزمة، مع إنشاء موسكو سدًا في مضيق كريتش باتجاه جزيرة كوسا توسلا الأوكرانية، اعتبرت كييف أن إنشاء هذا السد محاولة لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين.
وانتهت الأزمة بظهور علني في مؤتمر صحفي لرئيسي البلدين، توقف عقبه إنشاء السد.
عقب أزمة السد بعام، وبالتحديد مع الانتخابات الأوكرانية عام 2004، تدخل الروس بدعم المرشح القريب منهم، فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن الانتخابات حسمت الأمر وهُزمت روسيا وانتصر مرشح الغرب فيكتور يوشتشينكو.
بين عامي 2006، و2009، قطعت موسكو -فيما يشبه العقاب- إمدادات الغاز عن أوكرانيا وكذلك إمدادات الغاز التي تمر عبرها.
وفي عام 2008، كانت هناك محاولة أمريكية على يد الرئيس جورج دبليو بوش، بضم أوكرانيا وجورجيا لحلف شمال الأطلسي، إلا أن بوتين أعلن أن بلاده لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا.
ردًا على الرفض الروسي، عقدت أوكرانيا عدة اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي، وردًا على الاتفاقيات مارست موسكو ضغوطًا اقتصادية هائلة على كييف.
في عام 2010، فاز الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، وهو الصوت الروسي، لذلك لم يكن مستغربًا أنه جمد الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي في 2014، إلا أن الاحتجاجات دفعت يانوكوفيتش للفرار إلى روسيا في العام نفسه.
عقب فرار الرئيس الأوكراني إلى روسيا، بشهر واحد، وبالتحديد في مارس 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، وحشدت قواتها في منطقة دونباس الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا.
وفي يونيو 2014، وعقب انتخاب رئيس جديد لأوكرانيا، هو بيترو بوروشينكو، عُقد لقاء بين كييف وموسكو بوساطة ألمانية وفرنسية.
منذ نوفمبر عام 2021، بدأت روسيا حشد قواتها بالقرب من حدود أوكرانيا، وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بشكل علني، بألا تقدم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وألا تسمح بانضمامها إلى حلف الناتو.
وعُقدت خلال الشهرين الماضيين مفاوضات ماراثونية لثني روسيا عن عزمها غزو أوكرانيا، لكن جميع المفاوضات فشلت في التوصل لحل سلمي للأزمة، وبدأت الحرب يوم الخميس الماضي.
كيف ستنتهي الحرب؟
يرى خبراء عسكريون أن هذه الحرب محدودة لا يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة، خاصة بعد إعلان الناتو عدم تدخله على الأرض، وهو الأمر الذي رآه الرئيس الأوكراني خذلانًا لبلاده، وفي نفس الوقت فالولايات المتحدة الأمريكية، قد أعلنتها مسبقًا: "الأمريكيون يرفضون موت أبنائهم من أجل دول أخرى".
وبحسب المراقبين، فإن الحرب ستتحدد وفقًا للأهداف الروسية، والتي بدأت في الوضوح، بعدما أعلن وزير الخارجية الأوكراني اليوم، قبول بلاده للمفاوضات مع روسيا، معللًا ذلك بأنه كلما بدأنا في المفاوضات أسرع، استطعنا استئناف الحياة الطبيعية.
وإذا كان الروس يفضلون نظامًا آخر تكون بوصلته نحو روسيا، فإن تحقيق هذا الهدف مرهون بقوة بقاء النظام الحالي.