مرهف الإحساس، شديد التأثر بالقرآن، بصوته العذب خطف أفئدة المصلين، كان له فضل السبق كأول من جمع المصلين في الحرم المكي على صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان.. إنه إمام الحرم المكي عبد الله الخليفي.

مناقب عديدة تلك التي حازها الخليفي، فما بين رقة قلبه ودماثة خلقه، كانت هيئته تعلوها المهابة وتحفها السكينة، وتلاوته تستجلب العبرات، فكانت أروقة المسجد الحرام شاهدة على ذلك.

ولادته ونشأته

وُلد الإمام الخليفي عام 1333 هجرية، في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم، حيث نشأ في بيئة متدينة فوالده كان عالما ومقرئا وإماما، فأتم الخليفي حفظ القرآن وهو في الخامسة عشرة من عمره.

حصل الخليفي بعد ذلك على شهادة كفاءة المعلمين، وعلى شهادة التجويد في القراءات وإجازة التدريس في المسجد الحرام، وعمل بعد ذلك في التدريس فشهد له الجميع بأنه كان معلماً ومربيا نادراً.

عمل الإمام كذلك في ثانوية العزيزة عام 1372هـ، حيث قام بتدريس العلوم الشرعية، ثم عين مديراً لمدرسة العزيزة الابتدائية، ثم في عام 1380هـ تولى إدارة مدرسة حراء الابتدائية الجديدة عند إنشائها.

من شيوخه: الشيخ محمد بن مقبل، والشيخ عبدالعزيز بن سبيّل، ‏والشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ، والشيخ سعد وقاص البخاري.

طريق الإمامة

علاقة الشيخ الخليفي بالإمامة بدأت في المسجد التحتي بالبكيرية، ثم أصبح إماماً للتراويح والقيام في مسجد المدينة.

ذاع صيت الخليفي بعد ذلك في المنطقة حتى وصل إلى الأمير فيصل بن عبدالعزيز فأمر باستدعائه للصلاة معه كإمام خاص به في مدينة الطائف، وكان ذلك حوالي سنة 1365 هـ واستمر إماماً عنده لمدة سنتين، كما أعجب مفتي المملكة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ بصوته،‏ فطلبه ليكون إماماً مساعداً للشيخ عبدالظاهر أبو السمح في المسجد الحرام، واستمر في ذلك إلى أن توفي الشيخ أبو السمح وأصبح الخليفي إماماً رسمياً للمسجد الحرام عام 1373هـ.