في منطقة القرن الأفريقي، تقع دولة جيبوتي التي يشكل العرب من العمانيين واليمنيين والقبائل الأفريقية نسيج سكانها، ونتيجة لاختلاف ثقافات السكان، فإن استقبال شهر رمضان المبارك فيها له طقوسه المختلفة التي نستعرضها في هذا التقرير.
استقبال رمضان
عند إعلان رؤية هلال رمضان، تضاء سماء جيبوتي بالألعاب النارية، وتتزين المساجد احتفالًا بقدوم الشهر، ثم يكون الاهتمام الأكبر عقب التثبت من رؤية الهلال، بعدد ساعات الصوم التي يقررها مجمع الفقهاء، ويعتمد أهل جيبوتي غالبًا على البلدان المجاورة في إعلان غرة رمضان المبارك.
ويردد الجيبوتيون ابتهاجاً بقدوم رمضان بعض الأشعار البسيطة في الساحات، قائلين : "رحبوا يا صائمين بشهر رب العالمين أعاده الله علينا وعليكم أجمعين".
عادات أصيلة
ومن بين عادات أهل جيبوتي في هذا الشهر، أن ترتدي النساء المتزوجات فقط ما يسمى الدرع، وهو زيّ تقليدى للبلاد يظهر فى ليلة القدر والأعياد، أما الرجال فيرتدون المكاوي والذى يشبه الساري ويرتديه الرجل حول خصره عقب انتهاء رمضان للاحتفال بعيد الفطر.
تتكون مائدة الجيبوتيين من التمر باعتباره طبقًا رئيسيًا يفطرون عليه ثم يؤدون الصلاة، ليعودوا بعدها لمائدة تتكون من أطباق السمبوسك واللحوح والهريس والثريد، مفضلين لحم الأغنام عما سواها، ويتبادل الجيبوتيون مع أقاربهم وأصدقائهم في رمضان أطباق الإفطار الرئيسية.
الفطائر والتحلية
يشتهر الجيبوتيون بالفطائر التي تكون للتحلية أو ضمن الأطباق الرئيسية، أما فطائر التحلية فهي فطائر الخمير التي تحضر بالدقيق والخميرة الفورية وحبة البركة والبيض والحليب البودرة والماء والسكر، ثم تقلى في الزيت، وهناك أيضًا "المميزة" وهى عبارة عن رغيف جيبوتي كبير يفتت ثم يضاف له الموز والعسل ويخلط في الخلاط الكهربائي.
أما فطائر الأطباق الرئيسية فهي، فطائر "باجية" وتتكون من الفاصوليا الصغيرة المنقوعة في الماء ليلة كاملة، ثم تطحن في خلاط يضاف لها بصل وكزبرة، وفلفل أخضر، مع ملح خميرة فورية، وتجمع وتقلى في الزيت على شكل كويرات.
الإقلاع عن الأسماك
ويقلع الجيبوتيون في رمضان عن تناول الأسماك، اعتقادًا منهم أنها ستسبب العطش في نهار رمضان ، ليأتي دور تناولها في الأعياد، وهو ما يشبه العادات في بعض الدول العربية.
طعام العشاء
لا تعد وجبة الإفطار هي الوجبة الأساسية الوحيدة خلال رمضان في جيبوتي، بل هناك ما يعرف بـ "طعام العشاء" والتي يتناولها المواطنون عقب الانتهاء من صلاة التراويح، وتتكون من الأرز واللحم والشعرية والمعكرونة والمرق.
السحور
على مائدة السحور، يحضر الحليب وبقوة في أطعمة كشوربة الذرة وشوربة الشعير والأرز بالحليب واللحاح، وإلى جانب الحليب ومشتقاته وأطباقه، يتناول الجيبوتيون على السحور حلوى الموز والجيلي.
مجالس في الهواء الطلق
يعد أبرز الطقوس التي يحافظ عليها أهل جيبوتي هي الخروج من البيوت والاجتماع في الهواء الطلق، ولكن بفصل بين النساء والرجال، لتداول القصص الدينية والأذكار.
ليلة القدر وعيد الفطر
يحرص الجيبوتيون خاصة في ليلة الـ 27 من رمضان، على الخروج بزفة من مساجد عدة في كل الأحياء، لتوديع الشهر، ومرددين :"مودع مودع يا رمضان"، ثم يجتمعون في الساحات ويبتهلون لله بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفي عيد الفطر يهتم أهل جيبوتي بذبح الأضاحي لإعداد الولائم ودعوة الزائرين لتناول الطعام.