أكدت المملكة استمرارها في الالتزام بدورها الإنساني والتنموي الكبير في مساعدة الدول الأكثر احتياجًا والمتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها القائم بالأعمال في وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، المستشار محمد العتيق اليوم (الثلاثاء) خلال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجمعية العامة للأمم المتحدة في المناقشة العامة المتعلقة بالشؤون الإنسانية لعام 2022، حيث أكد أن المملكة أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستويين العربي والإسلامي، ومن أكبر ثلاث دول مانحة على المستوى الدولي.
وأوضح أنه على الرغم من مستويات التقدم التي أحرزتها المسيرة التنموية منذ انطلاقها، فإن الأزمات والكوارث المتصاعدة التي تشهدها البشرية حاليًا أدت إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية، حيث يظهر تقرير الاتجاهات العالمية للنزوح القسري لعام 2021 الذي أصدرته مفوضية اللاجئين ارتفاع أعداد النازحين حول العالم بنسبة 8% بنهاية العام 2021 مقارنة بالعام السابق، مبينًا الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن العدد الحالي للنازحين بلغ أكثر من 100 مليون شخص حول العالم.
وأشار إلى أن تقرير "النظرة الإنسانية العالمية" لهذا العام قدر عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية حول العالم بـ 274 مليون شخص، وهو أعلى رقم يتم رصده منذ سنوات طويلة، كما أشار إلى أن العالم حتى هذه اللحظة ما يزال يحاول التعافي بشكل بطيء وتدريجي من تداعيات جائحة كورونا وآثارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن المملكة قامت بجهود عظيمة في قيادة الاستجابة العالمية لجائحة كورونا، التي واكبت رئاستها لمجموعة العشرين، ودعمت الجهود العالمية لمواجهة هذه الجائحة بمبلغ 500 مليون دولار، إضافة إلى تقديمها 300 مليون دولار لمساعدة جهود الدول في التصدي للجائحة، فضلاً عن الجهود الإنسانية الكبيرة التي قدمتها للدول الأكثر احتياجاً لمواجهة الآثار السلبية للجائحة.
وشدد على أهمية أن يتضمن تقييم الاحتياج الإنساني في المجتمعات الضعيفة صوت المرأة، وخصوصاً في مناطق النزاعات المسلحة لتحسين خطط الاستجابة بهدف تلبية احتياجاتهن وبالأخص في حالات الطوارئ وللفئات الأشد ضعفاً.
وجدد التأكيد على أن المملكة تدرك أهمية تضافر الجهود في سبيل مواجهة التحديات البيئية، وتداعيات آثار التغير المناخي على الاحتياجات الإنسانية، مبينًا أنه من هذا المنطلق قدمت المملكة مبادرات نوعية تهم المنطقة والعالم ككل، حيث أصبحت هذه المبادرات خارطة طريق لمواجهة تلك التحديات.