وجدت المملكة دومًا لنفسها موقعًا متميزًا على طاولة أرفع المستويات الدولية في مختلف المجالات، بدءًا من الأمم المتحدة ومرورًا بالعديد من المنظمات الدولية المتخصصة في مجالات شتى.

ويوافق اليوم الذكرى الـ77 لتوقيع المملكة، ممثلة في الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز، على ميثاق الأمم المتحدة عام 1945، لتكون بذلك واحدة من أوائل الدول الموقعة على هذا الميثاق.

ميثاق الأمم المتحدة

جرى توقيع ميثاق الأمم المتحدة في 26 يونيو من العام 1945 في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، ودخل حيز التنفيذ في أكتوبر من العام نفسه، ليضع بذلك أساسًا منظمًا للمسائل الدولية والعلاقات الأممية.

ويوثق هذا الميثاق لمعاهدة تأسيس الأمم المتحدة، وذكر في ديباجته: "نحن شعوب الأمم المتحدة قد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانًا يعجز عنها الوصف".

ورسّْخ الميثاق للحقوق الأساسية للإنسان وكرامة الفرد، مستندًا على رفع مستوى الحياة في جو من الحرية والسلام وحسن الجوار، وضم القوى لحفظ السلم والأمن الدوليين.

المملكة بالأمم المتحدة

انضمت المملكة كعضو في المنظمة الأممية كعضو في 26 يونيو 1945، بعد توقيع الملك فيصل الذي كان وزيرًا للخارجية آنذاك الميثاق كعضو مؤسس، لتبدأ المملكة دورها التاريخي كمساهم رئيسي في المساعدة الإنمائية للأمم المتحدة منذ الخمسينيات من القرن الماضي.

وتلتزم المملكة بالأسس التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة، فمنذ أن وقعت ضمن 51 دولة على الميثاق، سعت نحو تطبيقه على الواقع وحرصت على دعم المنظمة ووكالاتها المتخصصة، بما يشكل إطارًا صالحًا للتعاون بين الأمم والشعوب.

وتتمتع المملكة بعضوية عدة منظمات ولجان في الأمم المتحدة، منها عضوية فريق الأمم المتحدة القطري، ومنظمة التجارة الدولية، و"اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة"، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، واتفاقية الأمم المتحدة ضد الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية، بالإضافة إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة، وغيرها.

ممثلو المملكة بالأمم المتحدة

وشغل منصب المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة عدة سفراء، حيث كان أول من تولى المنصب أسعد الفقيه واستمر فيه خلال الفترة 1948 ــ 1954، يليه أحمد أسعد الشقيري في الفترة 1955 ــ 1962، وجميل مراد البارودي 1963 ــ 1979، وسمير الشهابي 1983 ــ 1992، وجعفر مصطفى اللقاني 1992 ــ 1999، وفوزي عبدالمجيد شبكشي 1999 ــ 2006، وخالد عبدالرزاق النفيسي 2006 ــ 2011، وأخيرًا عبدالله بن يحيى المعلمي من 2011 حتى الآن.

وفي عام 1991، ترشح مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة آنذاك السفير سمير الشهابي، بأغلبية الأصوات في الأمم المتحدة لرئاسة دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة السادسة والأربعين.

تاريخ إنمائي طويل

وتعمل المملكة في الوقت الحالي مع 21 صندوقًا وبرنامجًا تابعًا للأمم المتحدة، بما في ذلك المكاتب الإقليمية، كما أنها تعمل وتخطط من وكالات الأمم المتحدة كجزء من جهاز الأمم المتحدة الإنمائي بقيادة المنسق المقيم، لضمان تحقيق نتائج ملموسة لدعم رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني وأهداف التنمية المستدامة.

وتم تحديد الشراكة بين الأمم المتحدة والمملكة، من خلال الإطار الإستراتيجي للأمم المتحدة ومدته 5 سنوات، وحدد فريق الأمم المتحدة بالمملكة 4 مجالات ذات أولوية لدعمه بناء على تحليل شامل مشترك وطلب وطني مصادق عليه من الشركاء الوطنيين.