ازدادت حدة التوتر بين القطبين الشيعيين في العراق، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، على خلفية تسجيلات صوتية منسوبة للأخير.
ورغم نفي المالكي صحة التسريبات وزعمه أنها "مفبركة" وتهدف إلى فتنة عمياء، ردّ زعيم التيار الصدري على تلك التسريبات مطالباً المالكي بإعلان الاعتكاف واعتزال العمل السياسي، داعيا إلى إطفاء الفتنة من خلال استنكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة معه من جهة ومن قبل كبار عشيرته من جهة أخرى.
وأضاف متحدثاً عن المالكي أن "لا يحقّ له بعد هذه الأفكار الهدامة أن يقود العراق".
وشهد العراق على خلفية تلك التسريبات مظاهرات حاشدة حيث تجمع في وقتٍ متأخر ليل الاثنين، المئات من مناصري التيار الصدري في مدن في جنوب البلاد للاحتجاج على التسجيلات، خصوصاً في الناصرية والعمارة والكوت.
وتجمّع العشرات أيضاً في مدينة الصدر في شرق بغداد لكنهم تفرقوا سريعاً بحسب مصدر أمني.
وكان صحافي عراقي كشف عن خمسة تسجيلات مسرّبة قال إنها للمالكي يهاجم فيها قوى شيعية أبرزها التيار الصدري وزعيمه، ويدعو في إحداها الفصائل العراقية المسلحة إلى اتباع خط الحرس الثوري الإيراني وتوكيل أمرهم لقائد فيلق القدس الإيراني، متحدثا عن احتمال حصول اقتتال داخلي بين القوى الشيعية حيث وصف الصدر بأنه "يريد دم" و"أموال"، كما هاجم الحشد الشعبي قائلاً إن "أمرها بيد إيران".
يذكر أن هذا التوتر يأتي في سياق خلاف متواصل بين التيار الصدري والإطار التنسيقي الذي يعدّ المالكي أبرز المنضوين فيه، منذ إعلان نتائج الانتخابات النيابية المبكرة قبل تسعة أشهر، ولم يتمكّن الطرفان من الاتفاق على صيغة تخرج البلاد من المأزق السياسي، وتشكيل حكومة.