يصادف اليوم (الخميس) الذكرى الـ32 لبدء العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية التي انطلقت في عام 1990 في عهد الملك الراحل فهدبن عبدالعزيز.

وكانت المملكة والصين وقعتا في عام 1946، أول معاهدة صداقة بينهما، لتبدأ منذ هذا التاريخ محاولات إرساء العلاقات بين الرياض وبكين، وكان قد سبق ذلك 6 أعوام من التمهيد لعلاقات سياسية.

وتوصف العلاقات بين الرياض وبكين، بـ"كرة الثلج" التي تنمو بمرور الوقت، ففي السبعينات أي بعد ما يقارب العقدين على معاهدة الصداقة، بدأت عودة قوافل الحجاج الصينين، وبعد عقد آخر من الزمان، تم فتح طريق بين صادرات البضائع الصينية إلى المملكة، وكان ذلك في نهاية الثمانينات.

بداية حقيقية

في 22 يوليو عام 1990، كانت البداية الحقيقية للعلاقات الدبلوماسية بين الرياض وبكين، وفي الفترة بين عامي 1991 و1998، شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً تلخص في 16 زيارة واتفاقية تعاون رفيعة المستوى في مختلف المجالات، لتتوج بزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز حينما كان ولياً للعهد في عام 1998، واعتبرت تلك الزيارة الأعلى مستوى من ناحية الوفد الرسمي إلى الصين.

وهي الزيارة التي تحتفي بها بكين حتى اللحظة، يقول السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية، وممثل الصين لدى منظمة التعاون الإسلامي، شين وينج، إنه في الـ 22 من يوليو 2022، تمر الذكرى الـ 32 للعلاقات السعودية الصينية، وهو أمر يستدعي الاحتفاء بالملك الراحل فهد بن عبد العزيز، الذي أسهم بشكل تاريخي في إنجاح هذه العلاقات.

 

قوة دفع

في الألفية الجديدة، شهدت العلاقات الثنائية بين الرياض وبكين، رفع مستواها لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتأسيس اللجنة المشتركة الصينية السعودية رفعية المستوى.

تعليم اللغة الصينية

ولتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بدأت جامعات ومدارس في المملكة إدخال تعليم اللغة الصينية، وشرعت الرياض في تشييد منشأة نووية سلمية لاستخراج اليورانيوم بمساعدة الصين.

في حين بذلت الجامعات الصينية جهودها في تعزيز دراسة اللغة العربية، كما أعلنت المملكة عزمها إرسال عدد كبير من الطلاب إلى الصين للدراسة خلال السنوات المقبلة.

زيارة الرئيس الصيني

وفي عام 2016، توجه الرئيس الصيني شي جين، إلى المملكة في زيارة رسمية، لتصبح المملكة أول دولة عربية تستقبل الرئيس الصيني بعد توليه مهام منصبه، وهي الزيارة الثانية للمملكة على المستوى الشخصي، بعد زيارته عام 2008 عندما كان نائبا لرئيس جمهورية الصين الشعبية.

زيارة الملك سلمان وولي العهد

في العام التالي لزيارة الرئيس الصيني التاريخية، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة لا تقل قدرًا عنها، فزار الصين عام 2017، وفي عام 2019، زار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكين.

ترحيب صيني بولي العهد 2022

في فبراير عام 2022، أعلنت السفارة الصينية في الرياض باحتفاء واحتفال، ترحيبها الحار بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وحضوره حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022، مؤكدة أنها تأمل أن تعزز زيارة ولي العهد تنمية المجال الأولمبي العالمي وتطور العلاقات الاستراتيجية الشاملة الصينية السعودية.

أكبر شريك تجاري

في بداية تأسيس الشراكة التجارية، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 500 مليون دولار، إلا أنه وصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار في عام 2000، وقفز إلى 67 مليار دولار في عام 2022.

وبلغت القيمة الإجمالية للمشاريع المتعاقد عليها التي أنجزتها الشركات الصينية في المملكة العربية السعودية في الفترة ما بين 2014 و2019 نحو 40 مليار دولار، ويمثل هذا المبلغ ضعف القيمة المقابلة للفترة ما بين الأعوام من 2008 و2013، بحسب ما ذكرته دراسة لـ"مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية".

التعاون العسكري

استمر التعاون العسكري، بين البلدين منذ عام 1988، وهو العام الذي شهد تزويد الرياض بصواريخ من نوع "دونج فنج 3" الصينية متوسطة المدى، فيما شهد عام 2006 زيارة الرئيس الصيني هوجينتاو للرياض، والتي نتجت عنها اتفاقية تعاون أمني بين الحكومتين السعودية والصينية، إضافة إلى التوقيع على عقد أنظمة دفاعية.