هوى الجنيه المصري، أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى؛ وذلك بعد أسابيع من اتفاق مصر وصندوق النقد الدولي على قرض؛ بقيمة 3 مليارات دولار، حيث حقق الدولار أمس مستوى قياسياً عندما سجل 32 جنيهاً، قبل أن يستعيد توازنه اليوم بعد دخول صناديق عالمية للاستثمار في الجنيه لينهي تعاملاته عند مستوى 29.6 جنيه للدولار.

وقرر البنك المركزي المصري في ديسمبر الماضي رفع أسعار الفائدة 300 نقطة أساس بالتزامن مع السماح للجنيه بالانخفاض مقابل الدولار، تبعه قيام بنكي الأهلي ومصر الحكوميين بطرح شهادات ادخار لمدة سنة بعائد 25%.

سعر صرف مرن
وقالت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي لإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ومصر، إيفانا فلادكوفا هولار، إن اعتماد سعر الصرف المرن يعد ضرورة للاقتصاد المصري، في إطار البرنامج الذي توصلت إليه مصر مع الصندوق.

وأضافت أن مرونة سعر الصرف، واحدة من دعائم البرنامج، والذي يتضمن أيضاً استعادة قوة الاحتياطات الدولية، ودعم نمو القطاع الخاص، والصادرات لخلق المزيد من فرص العمل، والعمل على استدامة النمو الاقتصادي.

المركزي يتحرك لاحتواء أزمة الدولار
ومنذ مارس 2022، بدأ البنك المركزي المصري، يتحرك بشكل مكثف لاحتواء أزمة شح الدولار، ولتضييق الفجوة بين أسعار صرف الدولار في السوق الرسمية والسوق السوداء، أعلن عن 3 تخفيضات كبيرة في قيمة العملة المصرية مقابل الدولار.

وكانت بداية التحركات خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقده في 19 مارس 2022، حيث أعلن السماح بارتفاع سعر صرف الدولار من مستوى 15.77 جنيه إلى نحو 19.64 جنيه؛ ليسجل الدولار مكاسب نسبتها 24.5%.

أما الخفض الثاني فقد جاء في نهاية أكتوبر الماضي، حيث تقرر تحريك أسعار صرف الدولار إلى مستوى 24.25 جنيه؛ ليضيف الدولار مكاسب جديدة تبلغ نسبتها 23.4%، وكان الخفض الأخير خلال الأسبوع الأول من العام الحالي، حيث تم تحريك أسعار صرف الدولار إلى مستوى 27.70 جنيه في الوقت الحالي.

مصر تواجه جدولاً صعباً لسداد الديون الخارجية

قال بنك HSBC إن مصر تواجه جدولاً صعباً لسداد الديون الخارجية خلال العام الجاري، وعلى مدار 4 سنوات قادمة، وإن كان الجزء الأكبر من المدفوعات (أقساط وعبء الفائدة على خدمة الدين) سيكون لصندوق النقد الدولي وكيانات متعددة الأطراف (مؤسسات التمويل الدولية).