عمّقت مدينة جنين – الحاضنة لأحد أكبر مخيمات اللجوء شمال الضفة الغربية المحتلة– الجراح الفلسطينية، بعد اقتحام نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلية الخاصة للمدينة؛ ما خلّف مقتَل 9 أشخاص، وإصابة آخرين.

وعلى إثر هذا الاقتحام، اتخذت السلطة الفلسطينية، حسب ما جاء على لسان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قرار إيقاف التنسيق والتعاون الأمني مع إسرائيل، كرد فعل على "المجزرة" حسب وصف الرئاسة؛ الأمر الذي أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية، وانبرت لوصف قرار وقف التنسيق بـ"غير الصائب".

وأعلنت السلطة الفلسطينية في ذات الوقت، تصعيد الأمر، من خلال إبداء رغبتها التوجه لمحكمة الجنايات الدولية؛ لإضافة ملف هذه الحادثة إلى الملفات السابقة.

وهذا الحدث الذي لقي موجة استنكار سياسي إقليمي ودولي، يستبق وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي سيبدأ الأحد جولةً في المنطقة، تبدأ من إسرائيل، ثم الضفة؛ ومن ثم مصر.

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية؛ فإن الوزير بلينكن، سيؤكد خلال لقاءاته مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين، على الحاجة الملحة لتهدئة التوترات، ووضع حد لدائرة العنف، التي أودت بحياة العديد من الأبرياء. وأضافت الوزارة، أن الوزير الأمريكي سيناقش أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم للأقصى.

إلى ذلك قالت المسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية المعنية بالشرق الأوسط باربرا ليف، إن مسؤولين أمريكيين يسعون لفهم ما حدث في جنين، ويحثون على وقف التصعيد، في حين أبدت أسف بلادها بشأن الخسائر البشرية، التي خلفتها المداهمة.

وقال مسؤولٌ في الأمم المتحدة، إنه على تواصل مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية؛ من أجل تخفيف حدة التوتر وإعادة الهدوء، وتجنيب المنطقة مزيداً من الصراعات.

وجاء في بيان أصدره منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، أنه يشعر بالقلق والحزن العميق؛ بسبب استمرار دائرة العنف في الضفة، ومقتل 9 أشخاص بينهم امرأة، خلال عملية إسرائيلية في جنين، معتبراً العملية، "مثالاً صارخاً على توسع مستويات العنف".