قال وزير المالية محمد الجدعان إن المملكة حققت تقدماً ملموساً في مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ ويظهر ذلك في النتائج الإيجابية المتحققة في مبادرات تنويع موارد الاقتصاد واستمرار التحسن في النشاط الاقتصادي، مؤكدا أن الجهود تتواصل للحد من اقتصاد الظل الذي لايزال موجودا في المملكة.
وأضاف "الجدعان"، خلال كلمته صباح اليوم (الأربعاء) في مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك، أن تحديات التنمية الاقتصادية العالمية تستدعي تعزيز جهود المعالجة من خلال رفع مستوى التنسيق على كافة المستويات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وأكد أن المملكة تشهد تحقيق العديد من المنجزات في إطار مسيرة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي أجرتها الحكومة، بجانب تكامل الأدوار بين القطاعين الحكومي والخاص، مشددا على ضرورة الأتمتة الشاملة لمنظومة تقديم الخدمات الزكوية والضريبية والجمركية، والتي من شأنها تسهيل هذه العمليات على المكلفين والعملاء.
ولفت إلى أن المؤتمر يركز على استدامة الاقتصاد وتعزيز الأمن من خلال الاستفادة من الرقمنة، مشيرا إلى أن الوزارة تتطلع إلى أن تسهم التقنيات الحديثة في تعزيز الامتثال الضريبي والزكوي والجمركي واستخدام البيانات لاتخاذ القرارات لإحداث تغييرات جوهرية في هذه القطاعات، كما تتطلع إلى أن يسهم المؤتمر في فتح آفاق التعاون والوصول لأفضل الممارسات التي يمكن الاستفادة منها في مواجهة التحديات.
توقيع اتفاقيات
وشهد المؤتمر توقيع 10 اتفاقيات في المجالات المرتبطة بمهام هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق للارتقاء بخدماتها بين الهيئة وعدد من الجهات الحكومية.
انتشار عالمي لاقتصاد الظل
قال وزير المالية إن اقتصاد الظل لا يقصد به التجارة الممنوعة، وإنما هو النشاط الذي يمارسه الفرد أو المنشأة لكنه لا يسجل في السجلات المحاسبية ولا يدخل في حساب الناتج القومي للدولة.
وأضاف أن هذا النوع من الاقتصاد منتشر في العالم مشيرا إلى أن صندوق النقد الدولي أحصى تقريبا 154 دولة يتراوح فيها حجم اقتصاد الظل ما بين 10 إلى 60% من الاقتصاد، مؤكدا أن التعاون بين الجهات الحكومية، وتوضيح وتسهيل الإجراءات الحكومية، وتسهيل ممارسة الأعمال، والتقدم التقني الكبير ساهمت جميعها في مكافحة نشاط اقتصاد الظل بالمملكة.
مواجهة اقتصاد الظل
وأكد "الجدعان" أن ممارسات اقتصاد الظل ما زالت موجودة في المملكة لكن الجهود تتواصل للعمل على الحد منها، مؤكدا أن التعاون بين الجهات الحكومية وتسهيل إجراءات ممارسة الأعمال والأنشطة، وتسهيل عملية الامتثال الضريبي، والتطوير مسـتمر فـي الإدارة الضريبيـة وتحسـن عمليـات التحصيـل، من خلال الجهـود والمبادرات الوطنية، كالبرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري، والتطـور فـي الالتـزام الضريبـي من خلال دعمها بالحلـول التقنيـة والأتمتة يساهم في الحد من اقتصاد الظل.
ولفت إلى أن التقدم التقني في المملكة ساهم في نمو المدفوعات الرقمية ما يسهل المنشآت على الامتثال بجانب مساعدة الجهات الحكومية على رصد أي أوجه خلل أو تجاوزات ومعالجتها، مشددا على ضرورة التصدي لاقتصاد الظل لأنه يؤدي في بعض الأحيان إلى ارتكاب الجرائم، كما يصعب عملية حماية المستهلك وعدم وجود عدالة في المنافسة بين المنشآت، مؤكدا أن المملكة اهتمت بحماية البيانات الشخصية خاصة بالحسابات المصرفية.
تناقص اقتصاد الظل في المملكة
من جهته، قال وزير الاقتصاد والتخطيط، فيصل الإبراهيم، إن نسبة اقتصاد الظل في المملكة مماثلة للنسبة الموجودة في الدول المتقدمة بحدود 15%، وهو في تناقص مستمر.
ولفت إلى أن هناك عدة عوامل دعمت انخفاض اقتصاد الظل في المملكة ومنها تطبيق الفوترة الإلكترونية، وتنظيم العلاقة التعاقدية مع الوافدين، مؤكدا أن معالجة اقتصاد الظل تحقق عدة فوائد منها زيادة الناتج المحلي وتوفير قدرة مالية أكبر وتعزيز التنافسية وجاذبية الاستثمار.
وأكد على ضرورة التركيز على الشباب وتعميق دورهم، خاصة وأن 60% من شعب المملكة يافعون وأعمارهم أقل من 30 عاما، ما يعني أن الكثير من الحلول غير التقليدية لرصد الاقتصاد غير الرسمي يمكن أن تأتي من شباب المملكة.
مراحل متقدمة لمشروع مترو الرياض
قال وزير النقل والخدمات اللوجستية، صالح الجاسر، إن نسبة إنجاز مترو الرياض متقدمة جدا وهو يعد أكبر مشروع مترو في التاريخ نفذ كمرحلة واحدة، لافتا إلى أنه سيتم إطلاق الحافلات بشكل رسمي الشهر القادم.
وأكد أن المملكة تخطو خطوات واثقة وسريعة لتحويلها لمركز لوجستي عالمي عبر تبني العديد من الإصلاحات الخاصة بالتشريعات وتسهيل الإجراءات وتطوير البنية التحتية، وذلك منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقها في منتصف عام 2021.
ولفت إلى أن العمل في إنشاء مطار الملك سلمان يخطو خطوات واضحة، مؤكدا أن قطاع الطيران بدأ يتعافى بأرقام تقترب لما كانت عليه قبل حائجة كورونا، مؤكدا أن هناك تسابقا بين الشركات العالمية لإنشاء مناطق لوجستية في موانئ المملكة.
وكشف عن وجود مشروعين أحدهما في الرياض والآخر في مكة المكرمة لنقل حركة الشاحنات العابرة من شرق المملكة لغربها إلى خارج المدن الرئيسية، وهذا سيكون له أثر إيجابي فيما يتعلق بكفاءة تشغيل الشاحنات وتخفيف التزاحم داخل المدن الكبري ورفع جودة الحياة، متعهدا بأن عام 2023 سيشهد 3 إعلانات كبرى بمنظومة النقل والخدمات اللوجستية.
ربط 400 منشأة بالفوترة الإلكترونية
قال محافظ هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، المهندس سهيل بن محمد أبانمي، إن الهيئة ركزت خلال المرحلة الماضية على تبني أفضل الممارسات في تنفيذ مبادراتها، مستشهدا على ذلك بتطبيق مشروع "الفوترة الإلكترونية" الذي حقق نجاحا تمثل في الالتزام الكبير لدى المنشآت مع بدايات تطبيق المرحلة الأولى التي تُعرف بمرحلة الإصدار والحفظ، والذي تجاوزت نسبته 93%.
ولفت إلى أن المرحلة الثانية من الفوترة الإلكترونية التي طبقت مطلع هذا العام شهدت إتمام عملية الربط والتكامل مع أكثر من 400 منشأة، وهي تُمثل المنشآت المشمولة في المجموعة الأولى، حيث تجاوز عدد الفواتير التي شاركتها المنشآت إلكترونيًا مع منصة فاتورة، أكثر من 40 مليون فاتورة.
جلسات متنوعة
يذكر أن المؤتمر يأتي تحت شعار "منظومة رقمية متكاملة لاستدامة الاقتصاد وتعزيز الأمن"، ويحتضن 15 جلسة حوارية وورقة عمل، وأكثر من 30 ورشة عمل نوعية متخصصة، كما يشارك في المعرض المصاحب له أكثر من 50 عارضًا من القطاعين العام والخاص، الممثلين عن الجهات المرتبطة بقطاع الزكاة والضريبة والجمارك، وتستهدف أعماله المكلفين، والمستوردين، والمصدرين، والمهتمين بالقطاع من مختلف أنحاء العالم.
وستناقش جلساته التي ستمتد حتى يوم غد العديد من الموضوعات النوعية المتعلقة بتطوير القطاع الزكوي والضريبي والجمركي، وبحث الرؤى والنماذج المعاصرة في الزكاة والضرائب وتنظيم جميع الأنشطة المتعلقة بالعمل الجمركي، والمنافذ الجمركية وإدارتها لبناء نموذج عمل ريادي مشترك، والتحول الرقمي الذي تشهده المنظومة.