تميزت المرأة السعودية في شمال المملكة، بالذائقة الرفيعة، والابتكار غير التقليدي، إذ إنها كانت تعتمد على نفسها في الأزياء واختيار الأقمشة، وحياكتها.

ومن أبرز ما كانت ترتديه المرأة الشمالية قديماً، ما يعرف بـ"المحوثل"، والذي يعد ثوباً تاريخياً انتشر في أوساط سيدات البادية، ومثّل في الوقت ذاته زياً للمرأة المعاصرة قديماً.

وحول "المحوثل"، تحدثت لـ"أخبار 24"، المهتمة بالتاريخ المعاصر والأزياء التراثية منيرة الربيعة، وعللت تسمية "المحوثل" بهذا الاسم، كون طول الثوب يفوق طول المرأة بحوالَي المتر، ويربط بحزام في وسط الخصر، ويتم ثنيه إلى الأعلى حتى يصبح المتبقي منه فوق الحزام، أشبه بما يسمى بـ"الحثول".

وترى الربيعة أن الزي المحوثل هو المناسب بالنسبة للمرأة الشمالية، المعروف عنها العمل مع الرجال في رعي الإبل والأغنام، ومثل هذا الرداء أو الزي، لا يُعيق حركتها، بالإضافة إلى إمكانها حمل الطعام في جيوب الثوب.

وأكدت أن مثل هذه الأزياء التراثية، تُعتبر نقطة إلهام لأي من المهتمين، واستدلت بتجربتها حين رغبت بالتعاون مع المصممة بشرى البلوي في إعادة الزي التراثي والعمل عليه يدوياً، حيث تم رفع طلب إلى المتحف الوطني السعودي للمحافظة على الهوية الوطنية للزي السعودي وإطلاقه في يوم التأسيس.

وبالعودة إلى المحوثل، تؤكد أن زي المحوثل يجد محافظة عليه من نساء المنطقة الشمالية، بل إن هناك محاولات لإعادة تصديره للواجهة، في خطوةٍ تعتمد بالدرجة الأولى على إعادة التراث الخاص بالمنطقة، وضرورة تعايشه مع كافة المراحل والأجيال.

وما يميز لباس المرأة في هذه المنطقة، أنها لا تخرج عن اللون الأسود، الذي فرضته عليها عادات وتقاليد البادية، إلا أنها مع الوقت استطاعت أن تكسر هذا اللون، لتجعله تحفة فنية غنية بالذائقة الرفيعة، من خلال الزينة والتطريز، وتفننت بتصاميمه وأرضت غرورها كأنثى.