أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم (الأربعاء)، أمرا ملكيا ليكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم "يوم العلم".

وجاء إقرار "يوم العلم" تتويجاً لجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي رأى ضرورة الاحتفال بالعلم الوطني باعتباره عنصراً رئيسياً في الهوية الوطنية.

ويلتقي يوم العلم العديد من المبادرات الوطنية المهمة، كما يعد رمزاً لوحدة وسيادة المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم.

وتم اختيار هذا اليوم بالتحديد لكونه يرتبط بحدث تاريخي هام وهو يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، ذلك اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.

وفيما يلي نبذة عن تاريخ علم المملكة ومراحل تطوره ودلالاته:-

بداية تاريخية

تطـور العلـم السـعودي مرتبط بتاريـخ الدولـة السـعودية منـذ تأسيسـها فـي عام 1727م وإلى اليوم، وكان علم الدولـة السـعودية الأولـى منـذ عهـد الإمـام محمـد بـن سـعود أخضر اللون، مشـغول مـن الخـز الإبْرَيْسَم ، وكتـب عليه عبـارة "لا إلـه إلا اللـه محمـد رسـول اللـه".

وارتبـط أئمـة الدولـة السـعودية وملوكهـا بهـذا العلم منـذ تأسـيس الدولـة السـعودية الأولـى، واتخذه مؤسـس الدولـة السـعودية الثانيـة، الإمـام تركـي بـن عبداللـه بـن محمـد بـن سـعود، رايـة للدولـة خلال مساعيه لتوحيـد أرجـاء الوطـن.

لمسة مميزة بعهد الملك عبدالعزيز

استمر شكل العلم في بداية عهد الملك عبدالعزيز على الهيئة ذاتها التي كان عليها طول سنوات الدولتين السعوديتين الأولى والثانية باللون الأخضر يتوسطه الشهادتان "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، لكن الملك عبدالعزيز عمل على تطويره بعد انتهائه من توحيد المملكة، حيث تميز بسيف مسلول تحت الشهادتين.

اعتماد مقاس العلم

شهد عام 1937 م، صدور موافقـة الملـك عبدالعزيـز علـى قـرار مجلـس الشـورى رقم 354، والـذي جـاء فيـه إقـرار بمـا ورد فـي خطـاب وزارة الخارجيـة المتعلـق بمقـاس العلـم السـعودي على نسبة 150 سم طولاً و100 سم عرضاً، وأشـكاله، وقبـول تبـادل الأعلام مع الدول على مبدأ التجامـل والتعـارف الدولـي العـام.

كما شهد العام ذاته صـدور قـرار مجلـس الشـورى رقـم 50 بشـأن العلـم الوطني حيـث شـمل تخصيـص علـم خـادم الحرميـن الشـريفين وعلـم ولـي العهـد وعلـم الجيـش والطيـران الداخلـي والعلـم الداخلـي والعلم البحري السعودي الملكي والعلم البحري التجاري.

صدور نظام للعلم

تواصلت القرارات الأخرى التي صدرت بشأن علم المملكة، وتمت الموافقة على نظام علم المملكة في المرسوم الملكي "م/3" الصادر في عام 1973، وفي عام 1978 صدرت اللائحة التنظيمية لنظام العلم بقرار مجلس الوزراء رقم 422 في سبع مواد.

مواصفات العلم ودلالاته الرمزية

يمتاز علم المملكة برفعه شهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ذات القيمة المحورية للمملكة وما قامت عليه منذ تأسيسها، ويشير السيف في العلم إلى إظهار القوة والعدل، ووجوده أسفل الشهادة وبموازاتها يدل على علو الحكمة والحق.

أما لون العلم، فقد اتخذ اللون الأخضر وهو يرمز إلى السلام والنماء والرخاء والعطاء والتسامح الذي تتسم به المملكة، ويعد العلم مستطيل الشكل وعرضه يساوي ثلثي طوله، وكتب عليه شهادة التوحيد بخط الثلث، أما بالنسبة للسيف فتتجه قبضته نحو السارية.

أما بالنسبة للعلم المستخدم في أداء العرضة السعودية فيعرف بـ"بيرق العرضة"، ويبلغ متوسط طول هذا العلم نحو ثلاثة أمتار، ولا يزيد طول سارية البيرق على أربعة أمتار، وتكون في قمة السارية قبة ذهبية تعلوها حربة ثلاثية الأسنة، في حين يرتدي حامل البيرق حزاماً لتثبيت قاعدة البيرق أثناء العرضة، كما يقف في صف مؤدي العرضة ويحمل السارية بشماله، ويضع العلم على كتفه الأيمن.