تلتصق قلعة "عيرف" الشهيرة - أو أعيرف كما تسمى - بحائل، بذاكرة أهالي المنطقة "عروس الشمال"؛ وهو الذي كان عبر التاريخ، يعتبر المُعلن عن دخول شهر رمضان الكريم، وعيد الفطر المبارك، بالإضافة إلى تزامُن إطلاقه عدة طلقات، إيداناً بالإفطار، وكذلك السحور.
ويصف لـ"أخبار 24" علي الساير، وهو أحد المهتمين بالتراث الحائلي، قلعة "عيرف" بأنها القلعة الأم في المنطقة، نظير انفتاحها على الاتجاهات الأربع، والتي يمكن مشاهدتها خلال النهار من أي اتجاه، ما دفعها لأن تصبح "رمزاً جغرافياً" للمنطقة والقادمين إليها.
ويؤكد الساير أن تسمية "عيرف" بسبب أن مَن يمتطون الركاب في الزمن القديم، كانوا يعرفون حائل من هذا الجبل، لذلك تمت تسميته بهذا الاسم. وعن المدفع يقول "كل مؤذني حائل يتبعون هذا المدفع من منطلق أمانة المسؤول عنه".
ويتحدث الساير عن المدفع الذي تحتضنه القلعة، وهو المدفع اليدوي، الذي يُطلق سبع طلقات إعلاناً عن دخول شهر رمضان المبارك، ومثلها – أي سبع طلقات – إيذاناً بعيد الفطر المبارك، على عكس الطلقات اليومية، إذ يُطلق واحدةً للفطور، ومثلها للسحور.
ويعود تاريخ قلعة عيرف التاريخية إلى عام 1840م، حيث تم بناؤها من الحجر والطين، بشكل دفاعي، لمواجهة الأعداء، وحماية القاطنين فيها من الغزاة على مر العصور.
بُنيت القلعة بشكلها المستطيل وحجمها المتوسط، ويحيطها سور متين مزود بفتحات لتصريف مياه الأمطار، وهي مزودة بكل ما يحتاج له المرابط والمُدافع عن المدينة، كالأبراج وفتحات المراقبة، وتحتوي على أماكن للنوم، وأخرى للتخزين، ومصلى، ودورات مياه، و30 برجاً للمراقبة والدفاع عن المنطقة.
وتتميز بأبوابها الكبيرة المبنية من الخشب، والمنقوشة بنقوش يدوية، وبارتفاع برجها المخروطي، ولفترة كانت القلعة تُستخدم لتحرّي الأهلّة في رمضان والأعياد، واليوم أصبحت من أهم المعالم الأثرية والثقافية في المملكة.